آلَاف يَوْم الْأَرْبَعَاء بعد الْعَصْر لعشر مضين من رَمَضَان فَفَتحهَا صلحا أَو عنْوَة على الْخلاف وَخرج سادس شَوَّال إِلَى حنين فَهَزَمَهُمْ وَقتل من الْمُشْركين أَكثر من سبعين وَاسْتشْهدَ من الْمُسلمين أَرْبَعَة ونادى مناديه من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه وَأخذ مِنْهَا غَنَائِم فَقَسمهَا بالجعرانة وَهُوَ كَمَا قَالَ فِي زَاد الْمعَاد الْفَتْح الْأَعْظَم الْمُبين الَّذِي أعز الله بِهِ دينه وَرَسُوله وجنده وَحرمه الْأمين واستنقذ بِهِ بَلَده وبيته الَّذِي جعله هدى للْعَالمين من أَيدي الْكفَّار وَالْمُشْرِكين وَهُوَ الْفَتْح الَّذِي استبشر بِهِ أهل السَّمَاء وَضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء وَدخل النَّاس بِهِ فِي دين الله أَفْوَاجًا وأشرَقَ بِهِ وَجه الأَرْض ضِيَاء وابتهاجا خرج لَهُ
بكتائب الْإِسْلَام وجنود الرَّحْمَن لنقض قُرَيْش الْعَهْد الَّذِي وَقع بِالْحُدَيْبِية لِأَنَّهُ كَانَ قد وَقع الشَّرْط أَن من أحب أَن يدْخل فِي عقد رَسُول الله
وَعَهده فعل وَمن أحب أَن يدْخل فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ فعل فَدخلت بَنو بكر فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ وَدخلت خُزَاعَة فِي عقد رَسُول الله
وَعَهده وَكَانَ بَين بني بكر وخزاعة حروب وقتلى فِي الْجَاهِلِيَّة فتشاغلوا عَن ذَلِك لما ظهر الْإِسْلَام فَلَمَّا كَانَت الْهُدْنَة خرج نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الديلِي من بني بكر فِي بني الديل حَتَّى بيَّتَ خُزَاعَة وهم على مَاء لَهُم يُقَال لَهُ الْوَتِير فَأصَاب مِنْهُم رجلا يُقَال لَهُ مُنَبّه واستيقظت لَهُم خُزَاعَة فَاقْتَتلُوا إِلَى أَن دخلُوا الْحرم وَلم يتْركُوا الْقِتَال وأمدت قُرَيْش بني بكر بِالسِّلَاحِ وَقَاتل بَعضهم مَعَهم لَيْلًا فِي خُفْيَة وَخرج عَامر الْخُزَاعِيّ فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا من خُزَاعَة فقدموا على رَسُول الله