وَقَالَ تِلْكَ غنيمَة الْمُسلمين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَوله عَن بكرَة أَبِيهِم كلمة للْعَرَب يُرِيدُونَ بهَا الْكَثْرَة وتوفر الْعدَد وَلَيْسَ هُنَاكَ بكرَة فِي الْحَقِيقَة وَهِي الَّتِي يستقى عَلَيْهَا المَاء فاستعيرَتْ هُنَا وَقَوله بظعنهم أَي بنسائهم واحدتها ظَعِينَة وأصل الظعينة الرَّاحِلَة الَّتِي ترحل ويظعن عَلَيْهَا أَي يسَار وَقيل للْمَرْأَة ظَعِينَة لِأَنَّهَا تظعن مَعَ زَوجهَا حَيْثُ مَا ظعن أَو لِأَنَّهَا تحمل على الرَّاحِلَة إِذا ظعنت وَقيل الظعينة الْمَرْأَة فِي الهودج ثمَّ قيل للْمَرْأَة بِلَا هودج وللهودج بِلَا امْرَأَة ظَعِينَة انْتهى روى يُونُس بن بكير فِي زِيَادَة الْمَغَازِي عَن الرّبيع قَالَ قَالَ رجل يَوْم حنين لن نُغلب الْيَوْم من قِلة فشق ذَلِك على النَّبِي
ثمَّ ركب
بغلته الْبَيْضَاء الدلْدل وَلبس درعين والمغفر والبيضة فَاسْتَقْبَلَهُمْ من هوزان مَا لم يرَوا مثله قَط من السوَاد وَالْكَثْرَة وَذَلِكَ فِي غبش الصُّبْح وَخرجت الْكَتَائِب من مضيق الْوَادي فحملوا حَملَة وَاحِدَة فَانْكَشَفَتْ خيل بني سليم مولية وتبعهم أهل مَكَّة وَالنَّاس فَقَالَ أَخُو صَفْوَان بن أُميَّة غلبت هوَازن لَا يرد هاربهم إِلَّا الْبَحْر فَقَالَ لَهُ صَفْوَان أَخُوهُ بفيكَ الكِثْكِثُ لأنْ يَرُبني رجل من قُرَيْش خير لي من أَن يربنِي رجل من هوَازن رئيسهم مَالك بن عَوْف وَلم يثبت مَعَه
يَوْمئِذٍ إِلَّا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وعَلى بن أبي طَالب وَالْفضل بن الْعَبَّاس وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَأَبُو بكر وَعمر وَأُسَامَة بن زيد فِي أنَاس من أهل بَيته وَأَصْحَابه قَالَ الْعَبَّاس وَأَنا آخذ لجام بغلته أكُفها مَخَافَة أَن تصل إِلَى الْعَدو لِأَنَّهُ