أخرج أهل الْقرْيَة رجلا فَقَالَ لَهُ يَا عبد الله مَا قصتك لأي شَيْء ابْتليت بِهَذَا فَقَالَ لقد سَأَلتنِي عَن مَسْأَلَة مَا سَأَلَني أحد عَنْهَا قبلك أَنْت أَكيس النَّاس وَإنَّك لأحمق النَّاس وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن أرومة عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن حَمَّاد بن عُثْمَان عَن أبي عبد الله قَالَ كَانَت الوحوش وَالطير وَالسِّبَاع وكل شَيْء خلقه الله مختلطاً بعضه بِبَعْض فَلَمَّا قتل ابْن آدم أَخَاهُ نفرت وفزعت فَذَهَبت كل شَيْء إِلَى شكله هابيل صَاحب القربان الْمَقْتُول زوج أُخْت قابيل لَعنه الله وَكَانَ آدم عَلَيْهِ السَّلَام قسم مَاله بَينهمَا فَجعل هابيل راعي غنم وَجعل قابيل حراثاً وَكَانَ آدم أَمر بتابوت ثمَّ جعل فِيهِ علمه والأسماء وَالْوَصِيَّة ثمَّ دَفعه إِلَى وَصِيَّة شِيث وَقَالَ إِذا حضرتك الْوَفَاة وأحسست بذلك من نَفسك فالتمس خير ولدك وَأَكْثَرهم لَك صُحْبَة وأفضلهم فأوص إِلَيْهِ بِمَا أوصيت بِهِ إِلَيْك وَلما مَاتَ آدم وحواء طمع إِبْلِيس فِي بَينهمَا وَجَاء إِلَى شِيث فَسلم عَلَيْهِ وَكَلمه كلَاما أظهر فِيهِ النَّدَم على فعله بِأَبِيهِ وَأمه مَا فعل وَأَن يكون عونه على أَوْلَاد قابيل فلعنه شِيث وطرده وتهدده بِأَن يَدْعُو عَلَيْهِ وَإِن كَانَ منْظرًا فَخرج إِبْلِيس آيساً مِنْهُ وَقَامَ شِيث فِي بنيه وَإِخْوَته خَطِيبًا وأعلمهم مَا أَرَادَ إِبْلِيس وحذرهم مِنْهُ وَمن أَوْلَاد قابيل قَالَ فَإِنَّهُم أعداؤكم فِي الدّين فَجعل بَعضهم يحذر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute