يَعْنِي إِدْرِيس وَبَقِي مَعَه طَائِفَة قَليلَة وَالْبَاقُونَ مَعنا وَقد سَارُوا ليحجوا وَتركُوا من سبوا منا فِي منَازِل إِدْرِيس فَرَأَيْنَا أَن ننتهز الفرصة ونفعل بهم مَا فعلوا بِنَا قَالَ لَهُم نعم مَا رَأَيْتُمْ وَلَكِن مَا يؤمنكم إِن يسمع متلوشخ بذلك فيكر رَاجعا وَيُقَاتل عَن أهاليه الْقِتَال الشَّديد وَإِنِّي أرى لكم رَأيا إِن قبلتم نصحي فَقَالُوا لَهُ قل نسْمع قَالَ من الرَّأْي أَن تتفرقوا فرْقَتَيْن وتجعلوا أبطالكم وَمن تَتَّقُون بِهِ فِي الَّذين يَسِيرُونَ إِلَى الْحرم فيشغلون متوشلخ عَن الْمَجِيء إِلَى أَهله وتسير الْفرْقَة الْأُخْرَى لأخذ الذَّرَارِي فَلَيْسَ عِنْدهم من يمْنَع فصدقوه وانتخبوا الْأَبْطَال لمَكَّة وملكهم ماهيل فِي أوائلهم وَقدم ابْنه مخوائيل على الْفرْقَة الْأُخْرَى وَأمره بِالْمَسِيرِ إِلَى منَازِل الْمُؤمنِينَ بسبي وَيضْرب وَلَا يطلع أحدا على أمره وَسَار ماهيل إِلَى مَكَّة وَابْنه مخوائيل إِلَى الذَّرَارِي ومتوشلخ لما فرغ من مَنَاسِكه رأى فِي مَنَامه كَأَن الأَرْض صَارَت نَارا من حَولهمْ مضرمة وانه كلما أَرَادَ الْخُرُوج مِنْهَا لم يجد سَبِيلا غير أَنَّهَا لَا ضَرَر عَلَيْهِ مِنْهَا فَأخْبرهُ الْمُؤمنِينَ فَسَأَلُوهُ تَأْوِيلهَا فَقَالَ سنلقي أمرا يصدنا فِي طريقنا عَن قصدنا وتضيق الأَرْض بِنَا إِلَّا أَنِّي أَرْجُو الْفرج من الله تَعَالَى فَقَالُوا فوضنا أمرنَا إِلَى الله تَعَالَى واستعنا بِهِ فَمَا سَارُوا إِلَّا قَلِيلا حَتَّى أشرفوا على ماهيل فِي بني قابيل بِمَجْمُوع عَظِيمَة فَقَالَ متوشلخ هَذَا وَالله تَأْوِيل رُؤْيَايَ فَمَا أَنْتُم فاعلون قَالُوا لَيْسَ إِلَّا قِتَالهمْ حَتَّى يحكم الله بَيْننَا فنزلوا بإزائهم ذَلِك الْيَوْم وَبَاتُوا فَفِي الصُّبْح زحف ماهيل بِأَصْحَابِهِ إِلَى متوشلخ فضعفت أنفس الْمُؤمنِينَ فَقَالَ متوشلخ لَا تنظروا إِلَى كثرتهم وقلتكم فَإِن الله يخذلهم وينصركم فَقَالُوا إِنَّهُم جَاءُونَا على أهبة وعدة وَنحن حجاج على غير أهبة فَقَالَ اصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَن الله لم يزل ناصركم وناصر آبائكم بذلك وَعدكُم وَهُوَ لَا يخلف الميعاد وابتدرهم بَنو قابيل بِالْقِتَالِ فاقتتلا قتالاً شَدِيدا إِلَى اللَّيْل فحال الظلام بَينهم وَقتل من أَوْلَاد قابيل عَالم كثير وَلم يتقل من أَصْحَاب متوشلخ غير رجل وَاحِد فَقَالَ متوشلخ ألم أخْبركُم أَن الله ناصركم وَألقى الله فِي قلب ماهيل وَقَومه الرعب وَقَالَ بَعضهم لبَعض قد علمْتُم مَا كَانَ منا بالْأَمْس مَعَ هَذِه الشرذمة القليلة الْعدَد وَالْعدَد ونخاف إِن شب الْحَرْب بَيْننَا أَن تكون علينا الدائرة فيفنونا وَإِن انهزمنا كَانَ عاراً علينا ويلحقون بإخواننا فِي دِيَارهمْ فينالون مِنْهُم مُرَادهم فَقَالَ ماهيل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute