للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيرفعه إِلَى الْهَوَاء ثمَّ يلقيه إِلَى الأَرْض وَلم يزَالُوا كَذَلِك أَيَّامًا حَتَّى وصل إِلَيْهِم من كَانُوا شاهدوا مسخهم فأعلموهم الْخَبَر وَقَالُوا نَحن بَقِيَّة الثُّلُث الثَّالِث الَّذين نَجوا من الْمَوْت وَالْمَسْخ وأكثرنا هلك جوعا وعطشاً فصدقوهم وَقصد كل فيل منزله وَاجْتمعَ أَهله حوله يَبْكُونَ والفيلة تضرب الأَرْض بأنفسها وَأما ماهيل فَإِنَّهُ قلق قلقاً عَظِيما وَطَالَ عَلَيْهِ مصابرته لمتوشلخ ليمسكه عَن اللحاق بقَوْمه وَأرْسل رجلا ليَأْتِيه بِخَبَر ابْنه مخوائيل الَّذِي أرْسلهُ لذراري الْمُؤمنِينَ فِي مَنَازِلهمْ ومتوشلخ لَا يعلم بِمَا جرى وَأرْسل إِلَيْهِ أَوْلَاد شيعمة بِمَا حل بمخوائيل بن ماهيل فَلَمَّا جَاءَهُ البشير كبر الْمُؤْمِنُونَ تَكْبِيرَة وَاحِدَة ارتاع مِنْهَا ماهيل وَمن مَعَه وَلم يعلمُوا مَا الْخَبَر فَجَاءَهُ الرَّسُول وَأخْبرهُ بالمسخ والهلاك وانقلاب البَاقِينَ إِلَى الديار بعد أَن مَاتَ أَكْثَرهم جوعا وعطشاً فخافوا أَن يحل بهم مثل ذَلِك فَوَلوا على أَعْقَابهم هاربين فَتَبِعهُمْ متوشلخ وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا وَأخذ أَمْوَالهم وسلاحهم وتقطعوا فِي الأَرْض فهلكوا وَوصل أقلهم إِلَى أَهْليهمْ فلقيتهم الفيلة فأنكروها وَقَالُوا كَيفَ يكونُونَ إِخْوَاننَا وَمَا هم إِلَّا من وَحش الْبر جَاءُوا يُرِيدُونَ دِيَارنَا لما غبنا عَنْهُم ثمَّ ناوشوهم الْحَرْب والفيلة تخضع لَهُم لَعَلَّهُم يراجعون بصائرهم ويعرفون أَنهم مِنْهُم فَأَبَوا إِلَّا هلاكهم فَلَمَّا رَأَتْ الفيلة ذَلِك تضافروا عَلَيْهِم فَقتلُوا أَكْثَرهم وَأَقَامُوا ثَلَاثَة أَيَّام يقتتلون قد سلط الله بَعضهم على بعض وَلَا يقتل فيل وَاحِد حَتَّى يقتل جمَاعَة مِنْهُم حَتَّى تفانوا وَقتلت الفيلة عَن آخرهَا وَلما هَلَكُوا فَرح إِبْلِيس بذلك وَبلغ مِنْهُم مُرَاده وَلم يَجْسُر أَن يتَعَرَّض للْمُؤْمِنين خوفًا أَن تحل بِهِ نقمة من الله وَلم يكن بعد ذَلِك بَينهم قتال وَلَا حَرْب إِلَى أَن جَاءَ الطوفان فأهلكهم الله بكفرهم وَرجع متوشلخ بِمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ إِلَى دِيَارهمْ سَالِمين منصورين فَرَأَوْا أَهَالِيهمْ على حَال السَّلامَة فانعزل بِمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ إِلَى دِيَارهمْ سَالِمين منصورين إِلَى جبل يُقَال لَهُ راسخ وَكَانَ جبلا حصيناً كثير الشّجر والخيرات فاتخذوه مسكنا وَتركُوا المدن الَّتِي كَانُوا فِيهَا وأعرضوا عَن التَّعَرُّض لمن بَقِي من ولد قابيل وانبث ولد قابيل فِي الأَرْض وانتشروا إِلَى الْبَحْر مِمَّا يَلِي الشمَال والجنوب وعبدوا الْأَصْنَام ونكحوا الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات وإبليس يعدهم ويمنيهم وَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>