وَفَاته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ أَنا آتِي بِالصَّلَاةِ دون الزَّكَاة فَقَالَ لَهُ أعلمت أَن الصَّلَاة وَالزَّكَاة مَعًا لَا تقبل وَاحِدَة دون الْأُخْرَى فَقَالَ قد كَانَ صَاحبك يَقُول ذَلِك قَالَ خَالِد وَمَا ترَاهُ لَك صاحباً وَلَقَد هَمَمْت أَن أضْرب عُنُقك ثمَّ تجَاوز طَويلا فصمم خَالِد على قَتله فَكَلمهُ أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَابْن عمر فكره كَلَامهمَا وَقَالَ لِضِرَار بن الْأَزْوَر اضْرِب عُنُقه فَجَاءَت امْرَأَته ليلى بنت سِنَان كاشفة وَجههَا فَأَلْقَت نَفسهَا عَلَيْهِ فَالْتَفت مَالك إِلَى زَوجته وَقَالَ أَنْت الَّتِي قتلتيني وَكَانَت فِي غَايَة الْجمال قَالَ خَالِد بل الله قَتلك برجوعك عَن الْإِسْلَام فَقَالَ أَنا على الْإِسْلَام قَالَ اضْرِب عُنُقه فَضرب عُنُقه وَجعل رَأسه إِحْدَى أثافي الْقدر وطبخ فِيهَا طَعَام فَقَالَت امْرَأَة من قومه حِين رَأَتْهُ اصرفوا وَجه مَالك عَن النَّار فوَاللَّه لقد كَانَ حَدِيد الطّرف فِي الغارات غضيض الطّرف عَن الجارات لَا يشْبع لَيْلَة يُضَاف وَلَا ينَام لَيْلَة يخَاف ثمَّ تزوج خَالِد بِالْمَرْأَةِ فَقَالَ أَبُو زُهَيْر السَّعْدِيّ من أَبْيَات // (من الطَّوِيل) //
(قَضَى خَالدٌ بَغْيًا عَلَيْهِ لعِرْسِهِ ... وَكَانَ لَهُ فِيهَا هَوًى قَبْلَ ذَلِكَ)
وَيذكر أَن أَخا مَالك بن نُوَيْرَة متمم بن نُوَيْرَة قدم الْمَدِينَة فَأَنْشد أَبَا بكر مندبة ندب بهَا أَخَاهُ وَنَاشَدَهُ فِي دم أَخِيه مِنْهَا قَوْله مُخَاطبا لِضِرَار بن الْأَزْوَر // (من الْكَامِل) //
(نِعْمَ القَتِيلُ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَوَّحَتْ ... خَلْفَ البُيُوتِ قَتَلْتَ يَابْنَ الأَزْوَرِ)
ثمَّ توجه إِلَى أبي بكر فَقَالَ // (من الْكَامِل) //
(وَدَعَوْتَهُ بِالله ثُمَّ عَدَرْتَهُ ... لَو هُوْ دَعَاكَ بِذِمَّة لَمْ يَغْدِرِ)
فَقَالَ أَبُو بكر وَالله مَا دَعوته وَلَا غدرته فَقَالَ أَخُوهُ متمم بَقِيَّة أبياته الْمَشْهُورَة وانحط على فرسه وَكَانَ أَعور فَمَا زَالَ يبكي حَتَّى دَمَعَتْ عينه العوراء فَقَامَ إِلَيْهِ عمر بن الْخطاب فَقَالَ وددت لَو رثيت أخي زيدا بِمثل مَا رثيت بِهِ أَخَاك فَقَالَ متمم وَالله لَو علمت أَن أخي صَار إِلَى مَا صَار إِلَيْهِ أَخُوك لم أرثه وَلم أَحْزَن عَلَيْهِ يعْنى الْجنَّة قلت وَهَذَا الْجَواب من متمم يُؤَيّد صِحَة الرِّوَايَة بارتداده وَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَوْمًا حَدثنَا عَن أَخِيك فَقَالَ أسرت مرّة فِي حَيّ عَظِيم من أَحيَاء الْعَرَب فَأقبل أخي مَالك فَمَا هُوَ إِلَّا أَن طلع على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute