قَبره عمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَدفن لَيْلًا وَكَانَ آخر مَا تكلم بِهِ رَضِي الله عَنهُ رب توفني مُسلما وألحقني بالصالحين وروى اللَّيْث بن سعد عَن علوان عَن صَالح بن كيسَان عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ دخلت على أبي بكر أعوده فِي مَرضه فَسلمت عَلَيْهِ وَسَأَلته كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ بِحَمْد الله بارئاً أما إِنِّي على مَا ترى وجع وجعلتم لي شغلاً مَعَ وجعي جعلت لكم عهدا بعدِي واخترت لكم أحبكم لنَفْسي فكلكم وَرِمَ لذَلِك أَنفه رَجَاء أَن يكون الْأَمر لَهُ ثمَّ قَالَ أما إِنِّي لَا آسي على شَيْء إِلَّا على ثَلَاث فعلتهن وَثَلَاث لم أفعلهن وَثَلَاث وددت أَنِّي سَأَلت رَسُول الله
عَنْهُن وددت إِنِّي لم أكن كشفت بَيت فَاطِمَة وَتركته وَإِن أغلق على الحزب وددت أَنِّي يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة قذفت الْأَمر فِي عنق عمر وَأبي عُبَيْدَة ووددت أَنِّي لما كنت وجهت خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى أهل الرِّدَّة أَقمت بِذِي الْقِصَّة فَإِن ظفر الْمُسلمُونَ وَإِلَّا كنت لَهُم مدَدا وردءاً ووددت إِنِّي يَوْم أتيت بالأشعث أَسِيرًا ضربت عُنُقه فَإِنَّهُ يخيل إِلَى أَنه لَا يكون شَرّ إِلَّا طَار إِلَيْهِ وودت أَنِّي يَوْم أتيت بالعجاج الْأَسْلَمِيّ لم أكن حرقته وقبلته وأطلقته ووددت أَنِّي حَيْثُ وجهت خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الشَّام وجهت عمر إِلَى الْعرَاق فَأَكُون قد بسطت يَمِيني وشمالي فِي سَبِيل الله ووددت أَنِّي سَأَلت رَسُول الله
فِيمَن هَذَا الْأَمر وَلَا ننازعه أَهله وَأَنِّي سَأَلته هَل للْأَنْصَار فِي هَذَا الْأَمر شَيْء وَأَنِّي سَأَلته عَن الْعمة وَبنت الْأَخ فَإِن فِي نَفسِي مِنْهُمَا حَاجَة رَوَاهُ هَكَذَا أَو أطول من هَذَا ابْن وهب عَن اللَّيْث بن سعد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وروى الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن أَبَا بكر حِين حَضَره الْمَوْت قَالَ إِنِّي لَا أعلم عِنْد آل أبي بكر غير هَذِه اللقحة وَغير هَذَا الْغُلَام الصيقل وَكَانَ يعْمل سيوف الْمُسلمين ويخدمنا فَإِذا مت فادفعيهما إِلَى عمر قَالَ فَلَمَّا دفعتهما قَالَ عمر رحم الله أَبَا بكر لقد أتعب من بعده حكى ابْن عمر قَالَ كَانَ سَبَب موت أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كمداً