سَمِعت رَسُول الله
يَقُول بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّاس عرضوا على وَعَلَيْهِم قُمص فَمِنْهَا مَا يبلغ الثدي وَمِنْهَا مَا يبلغ الرّكْبَة وَمِنْهَا مَا يبلغ أَنْصَاف السَّاقَيْن وَعرض عَليّ عمر وَعَلِيهِ قَمِيص يجره قَالُوا فَمَا أولته يَا رَسُول الله قَالَ الدّين وَفِي رِوَايَة للحكيم التِّرْمِذِيّ بِالدّينِ إِن الْقَمِيص يستر الْعَوْرَة فِي الدُّنْيَا وَالدّين يَسْتُرهَا فِي الْآخِرَة ويحجبها عَن كل مَكْرُوه وَالْأَصْل فِيهِ {وَلباسُ التَّقْوَى ذَلِك خير} الْأَعْرَاف ٢٦ وَاتفقَ المعبرون على ذَلِك أَعنِي تَعْبِير الْقَمِيص بِالدّينِ وَإِن ذَلِك يدل على بَقَاء آثَار صَاحبه من بعده قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ إِنَّمَا أول الْقَمِيص بِالدّينِ لِأَنَّهُ يستر عَورَة الْجَهْل كَمَا أَن الْقَمِيص يستر عَورَة الْبدن وَأما غير عمر فَمَا يبلغ ثديه هُوَ مَا يستر قلبه عَن الْكفْر وَإِن عصى وَمَا يبلغ أَسْفَل مِنْهُ وفرجه باد هُوَ من لم يستر رجله عَن الْمَشْي للمعصية وَالَّذِي يستر رجله هُوَ الَّذِي احتجب بالتقوى من جَمِيع الْوُجُوه وَالَّذِي يجر قَمِيصه زَاد على ذَلِك بِالْعَمَلِ الصَّالح الْخَالِص وَقَالَ الْعَارِف ابْن أبي حَمْزَة المُرَاد بِالنَّاسِ فِي الحَدِيث مؤمنو هَذِه الْأمة وَالْمرَاد بِالدّينِ امْتِثَال الْأَوَامِر وَاجْتنَاب النواهي وَكَانَ لعمر فِي ذَلِك الْمقَام العالي وَيُؤْخَذ من الحَدِيث أَن كل مَا يرى فِي الْقَمِيص من حسن أَو غَيره عبر بدين لابسه ونقصه إِمَّا بِنَقص الْإِيمَان أَو الْعَمَل وَفِي الحَدِيث أَن أهل الدّين يتفاضلون فِي الدّين بالقلة وَالْكَثْرَة وبالقوة والضعف وَهَذَا من أَمْثِلَة مَا يحمد فِي الْمَنَام ويذم فِي الْيَقَظَة شرعا أَعنِي جر الْقَمِيص لما ورد من الْوَعيد فِي جَرّه خُيَلَاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute