قَالَ ابْن خلكان ذكر أَنه لما طعن عمر اخْتَار من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم السِّتَّة النَّفر الَّذين تقدم ذكرهم وَكَانَ سعد غَائِبا فَأرْسل إِلَيْهِ فَجعل أمره إِلَى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف كَمَا سأذكره وَجعل ابْنه عبد الله بن عمر مُشِيرا وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء وَأمر الْمسور بن مخرمَة وَفِي رِوَايَة أَمر أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ أَن يكون فِي خمسين رجلا يكونُونَ مَعَ هَؤُلَاءِ النَّفر أهل الشورى قَالَ فَإِنَّهُم فِيمَا أَحسب يَجْتَمعُونَ فِي بَيت فَقُمْ أَنْت فِي أَصْحَابك على بَابه فَلَا تتْرك أحدا يدْخل عَلَيْهِم ثمَّ إِن اتَّفقُوا على وَاحِد إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام وَإِلَّا فاضربوا أَعْنَاق الْكل فَلَا خير للْمُسلمين فيهم وَلَو افْتَرَقُوا فرْقَتَيْن فالفرقة الَّتِي فِيهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأوصى أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ صُهَيْب بن سِنَان الرُّومِي فِي تِلْكَ الثَّلَاثَة الْأَيَّام عَن أبي الْحُوَيْرِث قَالَ لما مَاتَ عمر وَوضع ليصلى عَلَيْهِ أقبل عَليّ وَعُثْمَان أَيهمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ لَهما عبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِن هَذَا لَهو الْحِرْص على الْإِمَارَة لقد علمتما مَا هَذَا إلَيْكُمَا وَقد أوصى بِهِ إِلَى غيركما يَا صُهَيْب تقدم فصل عَلَيْهِ قَالَ الذَّهَبِيّ قَالَ سَالم بن عبد الله بن عمر دخل أَصْحَاب الشورى مَا عدا سَعْدا فَإِنَّهُ كَانَ غَائِبا على عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَنظر إِلَيْهِم ثمَّ قَالَ إِنِّي نظرت لكم فِي أَمر النَّاس فَلم أجد عِنْد أحد شقاقاً إِلَّا أَن يكون فِيكُم ثمَّ قَالَ مُخَاطبا عُثْمَان وعلياً وَابْن عَوْف إِن قومكم لن يدَعوا أَن يؤمروا أحدكُم أَيهَا الثَّلَاثَة فَإِن كنتَ على شَيْء من أَمر النَّاس يَا عُثْمَان فَلَا تحملن بني أبي معيط على رِقَاب النَّاس وَإِن كنت يَا بن عَوْف على شَيْء من أَمر النَّاس فَلَا تحملن بني زهرَة على رِقَاب النَّاس وان كنت يَا بن أبي طَالب على شَيْء من أَمر النَّاس فَلَا تحملن بني هَاشم على رِقَاب النَّاس قومُوا فتشاوروا وَأمرُوا أحدكُم فَقَامُوا يتشاورون قَالَ ابْن عمر فدعانى عُثْمَان ليدخلني فِي هَذَا الْأَمر فَقلت لَهُ لم يدخلنى أَمِير