للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحضر بِهِ الحروب الْمُسَمّى بالصمصامة فَأرْسل إِلَيْهِ بِهِ فِي قرَاب خَلقٍ بالٍ فَأَخذه عمر ثمَّ ضربَ بِهِ فِي الضريبة فَلم يَحكِ فَرَمَاهُ من يَده ثمَّ بعث إِلَى عَمْرو يستدعيه فَلَمَّا حضر قَالَ لَهُ عمر إِن هَذَا سَيْفك ضربت بِهِ فَلم يحك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّك أرْسلت تطلب السَّيْف فَأرْسلت إِلَيْك بِالسَّيْفِ وَلم أرسل إِلَيْك بالزند الَّذِي تضرب بِهِ فعلاه عمر بالدرّة فَقَالَ عَمْرو الْحمى أضرعتني بِهِ ثمَّ قَالَ لَهُ عمر أَخْبرنِي عَن السِّلَاح قَالَ مَا تُرِيدُ مِنْهُ فَقَالَ عمر مَا تَقول فِي الرمْح فَقَالَ أَخُوك وَرُبمَا خانك فانقصف قَالَ فَمَا تَقول فِي السِّهَام قَالَ رسل المنايا فَمِنْهَا طائش وَمِنْهَا مُصِيب قَالَ فَمَا تَقول فِي الدروع قَالَ لَا ترد أَََجَلًا قد حضر وَإِنَّهَا لحصن حُصَيْن قَالَ فَمَا تَقول فِي الترس قَالَ نِعْمَ الجُنة وَعَلِيهِ تَدور الدَّوَائِر قَالَ فَمَا تَقول فِي السَّيْف قَالَ عده تبكيك أمك قَالَ صف لي الْحَرْب فَقَالَ الْحَرْب مرّة المذاق إِذا كشفت عَن سَاق من صَبر فِيهَا عرف وَمن تهور فِيهَا تلف ثمَّ أنْشد // (من الْكَامِل) //

(ألْحَرْبُ أَوَّلَ مَا تَكُونُ فتيَّةٌ ... تَسْعَى بِزِينَتها لِكُلِّ جَهُولِ)

(حَتَّى إِذَا حَمِيَتْ وشَبَّ ضِرَامُهَا ... عَادَتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ خَلِيلِ)

(شَمْطَاءَ جَرَّتْ شَعْرَهَا وَتَنَكَّرَتْ ... مَكْرُوهَةٌ لِلَّثْمِ وَالتَّقْبِيلِ)

ثمَّ قَالَ إِنِّي سَائِلك يَا عَمْرو هَل انصرفت عَن فَارس قطّ فَقَالَ عَمْرو لأحدثنك حَدِيثا لم أحدث بِهِ أحدا غَيْرك خرجت فِي خيل بني زبيد أُرِيد بني كنَانَة فأتينا قوما سراة فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ كَيفَ علمت أَنهم سراة قَالَ رَأَيْت مرابط خيل وقدروا تكفأ وقباباً حمراً جَدِيدَة وَنِعما كَثِيرَة وَشاء قَالَ عَمْرو فَأَهْوَيْت إِلَى أعظمها قبَّة بعد مَا حوينا السَّبي وَكَانَ بَيْتا منتبذاً من الْبيُوت فَنَظَرت إِلَيْهِ واذا بِامْرَأَة بادية الْجمال على فرش لَهَا قَالَ فَلَمَّا نظرت إِلَيّ والى الْخَيل استعبرت فَقلت مَا يبكيك قَالَت وَالله مَا أبْكِي على نَفسِي وَلَكِن أبْكِي حسداً لبنات عمي سلمن وابتلى أنَاس دونهن فَقلت أَنا فِي ظَنِّي وَالله إِنَّهَا لصادقة فَقلت لَهَا وَأَيْنَ هِيَ قَالَت فِي هَذَا الْوَادي وَرَاءَك فَقلت

<<  <  ج: ص:  >  >>