كيف يتم الجمع بين حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام حين قال آدم:(أفتلومني على أن عملت عملاً كتبه الله عليَّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة) ، وحديث:(كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) ؟
الجواب
كتبه الله قبل أربعين سنة وهو في الطين؛ لأن كل إنسان يكتب عليه وهو في طينته أو وهو في بطن أمه، ويسمى هذا التقدير العمري، فآدم احتج بأن الله تعالى كتبه عليه قبل أن يخلقه بأربعين سنة، أي أن الله كتب عليه أنه يقع في المعصية التي يكون من آثارها خروجهما من الجنة.
واحتجاجه ليس هو احتجاجاً على المعصية، ولكن احتجاجاً على المصيبة، وموسى إنما لامه على المصيبة التي حصل ضررها على أولاده، وآدم احتج بالقدر على المصيبة، والاحتجاج بالقدر على المصيبة جائز؛ لقوله تعالى:{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد:٢٣] ، فبكل حال فكتابته في اللوح المحفوظ هذه أزلية قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام أو أكثر، وكتابته في صحيفة آدم قبل أن يخلق بأربعين سنة.