[عقيدة أهل السنة في الصفات الذاتية والفعلية لله تعالى]
قال الشيخ الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله تعالى في بيان اعتقاد أهل السنة: [ولا يُعتقد فيه الأعضاء والجوارح، ولا الطول والعرض، والغِلَظ والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، فإنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:١١] تبارك وجه ربنا ذي الجلال والإكرام، ولا يقولون: إن أسماءَ الله غيرُ الله كما يقوله المعتزلة والخوارج وطوائف من أهل الأهواء، ويثبتون له وجهاً وسمعاً وبصراً وعلماً وقدرةً وقوةً وعزةً وكلاماً، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم، ولكن كما قال تبارك وتعالى:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن:٢٧] ، وقال:{أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ}[النساء:١٦٦] ، وقال:{وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}[البقرة:٢٥٥] ، وقال:{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}[فاطر:١٠] ، وقال:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ}[الذاريات:٤٧] ، وقال:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}[فصلت:١٥] ، وقال:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات:٥٨] .
فهو تعالى ذو العلم والقوة والقدرة والسمع والبصر والكلام، كما قال تعالى:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:٣٩] ، {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}[هود:٣٧] ، وقال:{حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}[التوبة:٦] ، وقال:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}[النساء:١٦٤] ، وقال:{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[النحل:٤٠] .
ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لا يكون، كما قال الله تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[الإنسان:٣٠] ، ويقولون: لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله، ولا أن يغلب فعلُه وإرادتُه مشيئةَ الله، ولا أن يبدل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يُغلب] .