للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التعريف بالإباضية ومعتقداتهم]

السؤال

ما حكم الإباضية، ومن أي طائفة هم؟

الجواب

الأصل أن الإباضية كانوا طائفة قديمة منذ عهد الصحابة، وهم منسوبون إلى رجل من الخوارج، وكانوا في ذلك العهد لا ينقم عليهم إلا أنهم من الخوارج يكفرون بالذنوب ويقاتلون من وجدوه من غيرهم وممن ليس على معتقدهم، وهذه عقيدة الخوارج وإن اختلفت وجهاتهم، وكان لهم رئيس يقال له: ابن إباض.

وكانت هذه الطائفة تنتمي إليه وتسير على طريقته ومنهجه، ولم يزالوا كذلك، ومع تطاول القرون خفت حدتهم في التكفير بالذنوب، وخفت ثوراتهم على أهل السنة وقتلهم وقتالهم، وذلك لأنهم داخلوا الناس، ولابد أنهم تأثروا بما تأثروا به، ورأوا أن قتالهم ليس فيه مصلحة، وأنهم يتعرضون للأخطار، ولكن مع تداخلهم مع أهل البدع الأخرى دخلت عليهم أنواع من البدع زيادة على بدعة التكفير، وربما تكون بدعة التكفير قد خَفَّتْ، لكن دخلت عليهم بدع المعتزلة، فمنها -مثلاً- إنكار كثير من الصفات الفعلية والذاتية، كما يعتقد ذلك المعتزلة ويسمونه تنزيهاً أو توحيداً.

ومنها أنهم لما أنكروا أن الله تعالى متكلم اعتقدوا أن القرآن مخلوق، وأصبح ذلك ديدنهم وعقيدتهم.

ومنها أنهم اعتقدوا أن الله تعالى ليس فوق العرش، وليس هو في جهة العلو.

وأنكروا رؤية الله تعالى في الآخرة، فدخلت عليهم هذه الأمور من المعتزلة.

وعلى كل حال فالأصوب في الإباضية أنهم فرقة من الخوارج يكفرون بالذنوب، وآل بهم الأمر إلى أن صاروا من المعتزلة، وبقي أصل معتقدهم الذي هو معتقد الخوارج، ولكنهم لا يعملون به ولا ينفذونه في هذه الأزمنة، ولهم أقوال ومؤلفات يستندون إليها، ولهم كتب يرجعون إليها.

ولا شك أن كل من اعتقد معتقداً وتلقاه عن مشايخ يثق بهم فإنه يصد عن غيره، ولا ينيب ولو أتي بكل دليل، ولا يتقبل إلا ما يوافق معتقده.

<<  <  ج: ص:  >  >>