زوجتي ترفض خدمتي في البيت من إصلاح الطعام وغسل الثياب، وتقول: إن هذا ليس بواجب.
وتطالبني بالدليل على الوجوب، كما تطالبني بإحضار خادمة، وتقول: إن هذا واجب ومن الحقوق التي لها كما ذكر في الروض.
فما هو الحكم الشرعي في هذا؟
الجواب
لك أن تقنعها، وتبين لها أن من حق الزوج على زوجته أن تخدمه الخدمة المعتادة، فإن هذا هو الذي عليه العمل، ودليل ذلك فعل أمهات المؤمنين؛ إذ لم يكن عندهن خادمات، بل كن يعملن، كل واحدة تعمل في بيتها، ودليل ذلك أيضاً فعل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ففي بعض الروايات أنها طحنت حتى مجلت يداها، وأنها خبزت وتعبت، ولما جاء خدم وسبي طلبت منه صلى الله عليه وسلم أن يعطيها خادمة تكفيها، فامتنع وقال:(أعطيك وأدع أهل الصفة؟!) ، ولم يعطها خادمة.
ومن ذلك أيضاً قصة أسماء أخت عائشة زوجة الزبير، فقد كانت تخدم زوجها، وكان عنده فرس في بستان له مسيرة ميلين -أي: ساعة ونصف-، وتطحن له علفاً، تحمل ذلك العلف -وهو النوى- على رأسها، وتسير مسيرة ساعة ونصف ذهاباً وساعة ونصف إياباً حتى توصله إليه، وزيادة على كونها قد جمعته تكسره ثم تطبخه، زيادة على ما تعمله في البيت، فأين هذا من هؤلاء؟! فما يوجد الآن إلا إصلاح الطعام أو تغسيل الثياب أو إخراج قمامة الدار، أما الطحن فليس مما يفعلنه، وكذلك تكسير النوى وإعلافه للدواب هذا لا يوجد في هذه الأزمنة، فلا تستنكف المرأة أن تخدم زوجها بهذه الخدمة اليسيرة.