كيف نجمع بين قول المؤلف:[ولا معنىً دعاه إلى خلقهم] وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦] ؟
الجواب
الحكمة في خلق الجن والإنس هي الأمر بالعبادة، ولكن ليس فيها دليل على أنه محتاج إلى عبادتهم، ولا أن عبادتهم تنفعه أو تزيد في ملكه أو نحو ذلك، بل هو الغني وهم الفقراء، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:١٥] .
فالله تعالى أخبر بأنه خلق الخلق ليعبدوه، والمعنى: خلقهم ليأمرهم وينهاهم وليمتحنهم وليكلفهم، فمنهم من عَبَدَ ومنهم من لم يعبد، فـ (اللام) هنا يقال لها: لام التعليل.
فالعلة في خلقهم هو الأمر بعبادتهم، فليس فيها دليل على أنه ينتفع بعبادتهم، وأن ترك العبادة تضره، كما ذُكر في الآيات.