تكلم العلماء على عذاب القبر ونعيمه، وأوردوا في ذلك الأحاديث الكثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:(القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار) ، والروضة معلوم أنها التي فيها الرياحين والأزهار والبهجة والسرور، والحفرة معلوم أنها إذا كانت من النار أن فيها حراً ووقوداً وجمراً وحرارة، ذُكر في الأحاديث أنه إذا كان مؤمناً فإنه يفسح له في قبره مد البصر، وإذا كان كافراً يضيق عليه حتى تختلف أضلاعه، وأنه إذا كان مؤمناً يفتح له باب إلى الجنة، وإذا كان كافراً يفتح له باب إلى النار، ويأتيه من حرها وسمومها.
وقد أطال العلماء في ذكر عذاب القبر ونعيمه، وأورد ابن كثير رحمه الله الأحاديث التي وردت في ذلك عند قوله تعالى في سورة إبراهيم:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم:٢٧] ، وإن كان لم يستوفها، ولكنه أورد جملة كبيرة من الأحاديث.