نحن أهل بلد يكثر فيه بدعة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وإلقاء القصائد مع ذلك، ونحن نعلم قبح هذا العمل، ولكن لا نستطيع فعل شيء، فما موقفنا من هذا؟
الجواب
لا شك أنها بدعة منكرة ابتدعت في القرن الرابع، والذين ابتدعوها هم الرافضة، ثم استمر العمل بها في الجهلة من غير الرافضة ممن يتسمون بالسنة، وسبب ذلك الجهل بالسنة الحقيقية، حتى استحسنها كثير ممن ينتمي إلى العلم، ولكن في القرون المتأخرة في القرن التاسع وما بعده تمكنت، ولا تزال متمكنة في كثير من البلاد، يحتفلون في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ويجتمعون ويقرؤون سيرة الرسول، ويدعي بعضهم أنه يحضرهم ويسمع كلامهم ويقرهم على ذلك، ثم ربما فعلوا شيئاً من المنكرات كالاختلاط بين الرجال والنساء، أو شيئاً من الأشعار واللهو الذي قد يكون فيه مبالغة في المدح والإطراء والغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
فنقول: عليكم أن تنكروا على هؤلاء بحسب ما تستطيعون، فتسألونهم: هل هذا الاجتماع وإحياء هذه الليلة فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يفعله؟ فلا بد أن يقولوا: ما فعله فهل فعله الخلفاء الراشدون الذين أُمرنا بالاقتداء بهم؟ فلا بد أن يقولوا: ما فعلوه فهل فعله السلف الصالح من أهل القرون المفضلة؟ فلا بد أن يقولوا: ما فعلوه.
فإذاً لا بد أن يكون بدعة؛ حيث إنه ما فعل إلا بعد القرون المفضلة.
ثم لا شك أنه ولو كان عملاً صالحاً، ولو كانوا يقرؤون القرآن والسيرة النبوية ويصلون على النبي ونحو ذلك فإنهم إما أن يقولوا: إنهم خير من السلف.
أو: إن السلف خير منهم.
فإذا اعترفوا بأن السلف خير منهم فكيف فاتتهم هذه العبادة التي جئتم بها بعدهم بعدة قرون، لعلكم بذلك تخالفونهم.
وإذا لم تقدروا على نصحهم فعليكم أن تعتزلوهم في تلك الليلة وتشتغلوا بشيءٍ ينفعكم إما بتعلم علم أو نحو ذلك، أو تتفرقوا وتتركوهم حتى يشعروا بذلك، ولعلكم أيضاً تقرؤون عليهم بعض ما كُتِب في هذا الموضوع.