هل للأشاعرة تمكن في هذا الزمان وأين؟ وهل صحيح أن كثيراً من الناس يعتقدون أن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب الأشاعرة؟
الجواب
لهم تمكن في هذا الزمان، وقد قامت عليهم الحجة بعد طبع الكتب، وبالأخص كتب السلف، وقد امتعضوا امتعاضاً شديداً لما طبعت، فقد طبع كتاب (السنة) لـ عبد الله بن الإمام أحمد، وطبع كتاب (الرد على بشر المريسي) لـ عثمان بن سعيد الدارمي، ولما طبع امتعض أحد الأشاعرة، وهو زاهد الكوثري المشهور، عالم محدث مشهور له تحقيقات، وطبعت له مؤلفات، ولكنه متعصب لمعتقد الأشاعرة، فله تعليقات ينكر بها على أهل السنة، وله مقدمة كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي قدم فيه مقدمة حمل فيها على ابن تيمية وأخرجه من الإسلام وكذلك تلميذه ابن القيم، وله كتاب أيضاً في الرد على ابن القيم وغير ذلك، لقبهم فيها بألقاب شنيعة، حتى إنه استباح لعنهم وتضليلهم، فدل على أن لهم بقايا.
وهذا العالم الكوثري له تلامذة جاءوا إلينا في كثير من الأوقات ودرسونا، ولما أفصحنا بتضليل الكوثري أخذوا يجادلوننا وقالوا: كيف تضللونه وهو العالم الجليل الكبير الزاهد، فيه كذا وكذا.
وكثير من الذين جاءوا من مصر علماء مشهورين، ولكن على معتقد الأشعري، إلا أنهم يأخذون حذرهم، فلا يفصحون بمعتقدهم إذا كانوا يدرسون من يخشون أن ينكر عليهم، فإذا أنكر عليهم بعض التلاميذ قالوا: ننتقل إلى موضوع آخر.
نقطع الكلام في هذا.
وهكذا، ومنهم من اهتدى ورجع إلى الحق وقامت عليه الحجة، ومنهم من رجع إلى ما كان عليه، وهكذا أيضاً علماء في كثير من البلاد العربية والإسلامية ما يزالون يدرسون المذهب الأشعري، وكتبهم عليها شروح، أي: الكتب التي ألفت في العقائد الأشعرية، مثل (العقائد النسفية) للنسفي، وهو عالم أشعري مشهور، ومثل (بدء الأمالي) ، ومثل عقيدة اسمها (الخريدة) ، و (الجوهرة) ، و (الشيبانية) ولو كانت أخف، لكن الذين شرحوها غلاة في المذهب الأشعري، ينكر أحدهم على الشيباني، مثل قوله في قصيدته المشهورة: فلا حل في شيء تعالى ذو العلا ينكر بذلك أن الله في السماء أو نحو ذلك، وعلى كل حال ما يزال هناك من هو على هذا المذهب.
والذين يقولون: إن أهل السنة هم الأشاعرة أنفسهم أقول لهم: أتذكر قبل ثلاثين سنة أو نحوها أنَّا كنا ندرس على بعض الأشاعرة، فأتى بمسألة التحسين والتقبيح، وأتى بمسألة في الإيمان فقال: هذا مذهب الأشاعرة، هذا مذهب أهل السنة.
وهو مذهب الأشاعرة ومذهب المعتزلة، فقلنا: فأين مذهب أهل السنة؟ قال: هو مذهب الأشاعرة.