ولكن أعلَّه البَيهَقِيُّ، ونقل ابنُ عبد البَرِّ في "التَّمهيد"(٨/ ١٢٦)، عن الأثرم، قال:"سمِعتُ أحمدَ بن حَنبلٍ، يُسألُ عن الاضطجاع بعد رَكعَتَى الفَجر، فقال: ما أفعلُه أنا. قيل له: لِمَ! تَأخُذ به؟ قال: ليس فيه حديثٌ يَثبُتُ. قلتُ له: حديثُ الأعمشَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة؟ قال: رواه بعضُهم مُرسلًا" انتهَى.
وقال الذَّهَبيُّ في "الميزان"(٢/ ٦٧٢)، في ترجمة "عبد الواحد": "احتَجَّا به في الصحيحين، وتَجَنَّبا تلك المناكير التي نُقِمت عليه، فيُحَدِّث عن الأعمش بصيغة السَّماع، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرة، مرفُوعًا - وذكر هذا الحديثَ، وعزاه إلى أبي داوُد - ".
وهذا التَّصريح بالتَّحديث، الذي ذَكَره الذَّهَبيُّ، لم أَقِف عليه عِند أحدٍ من المُخَرِّجين.
وقد ذَكَر العُقيليُّ في "الضُّعفاء"(٣/ ٥٥)، عن أبي داوُد الطَّيَالِسِيِّ، وذُكر عنده عبدُ الواحد بنُ زيادٍ، فقال:"عَهِد إليَّ نقلَ أحاديث كان يُرسِلُها الأعمشُ، فوَصَلَها كُلَّها، يقولُ: حدَّثَنا الأعمشُ، قال: حدَّثَنا مُجاهدٌ، في كذا وكذا"، فهذا يدلُّ على أن عبد الواحد وَهِمَ في حديث الأعمش عن مُجاهدٍ خاصَّةً، وكان الأعمش إذا رَوَى عن صغار شُيُوخِه، مثلَ مُجاهدٍ، أَكثَرَ من التَّدليس، بخلاف رِوايَتِه عن أبي صالحٍ، فإنَّه من جُلَّة شُيُوخه، ثمَّ هو مُكثِرٌ عنه، حتَّى استثناه الذَّهَبيُّ، مع غيره، مِمَّن يَروِي عنهُم الأعمش، أن يُقبَل حديثُه إذا رَواهُ الأعمشُ عنه بالعَنعَنَة،