البَحث في كتابي "تسلية الكَظِيم بتخريج أحاديثِ تفسير القُرآن العظيم". وكنتُ قد انتهيتُ من تخريج الجُزء الخامس منه في المحرَّم ١٤١٨ هـ، وفيه هذا الحديثُ. فرأيتُ أن أنقُل هنا خُلاصَة ما كتبتُه هناك؛ خشيةَ أن يتأخَّر نشرُ "تسلية الكظيم".
فقلتُ هنا، تتمَّةً لهذا البَحث:
ورد في تقوية جابرٍ الجُعفِيِّ كلامٌ غيرُ معتَبرٍ ..
قال البَيهَقِيُّ في "جُزء القراءة"(ص ١٥٧ - ١٥٨): "ورُوِي في توثيق جابرٍ حكايةُ ابن عُليَّة، قال: قال شُعبَةُ: أمَّا جابرٌ الجُعفِيُّ، ومُحمَّدُ بنُ إسحاقَ فصدُوقَان في الحديث. فاعتَمَد قولَ شُعبَةَ في توثيق جابرٍ الجُعفِيِّ، حيثُ رَوَى ما يوافِقُه، ولم يعتمده في تصديق مُحمَّدِ بن إسحاقَ بن يَسارٍ، حيث رَوَى ما يُخالِفُه في القراءة خلف الإِمام. ومَن نَظَر في عِلم الحديث ووَقَف على أقاويل أهلِهِ عَلِمَ ما بين مُحمَّدِ بن إسحاقَ بن يسارٍ، وجابرٍ الجُعفِيِّ في العَدالة؛ قد مَضَى بعضُ ما بَلَغَنَا من أقاويل الأئِمَّة في توثيق مُحمَّد بن إسحاق بن يسارٍ، وتكذيب جابِرٍ الجُعفِيِّ وتكفِيرِهِ. ولو لم يَكُن في جَرح جابرٍ الجُعفِيِّ إلَّا قولُ أبي حَنِيفَة رحمهُ الله لكَفَاهُ به شَرًّا، فإنَّه رآه وجَرَّبَه، وسَمِع منه ما يُوجِب تكذِيبَه فأَخبَرَ به ..
وذلك فيما أخبَرَنا أبو سعدٍ المالِينِيُّ، أنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ الحافظُ، نا الحَسَنُ بنُ عبد الله القَطَّانُ، نا أحمدُ بنُ أبي الحوارِيِّ، قال: سمعتُ أبا يحيى الحمَّانِيَّ، يقول: سمعتُ أبا حَنيفَةَ، يقول: "ما رأيتُ فيمن رأيتُ أفضلَ مِن عطاءٍ. ولا لَقِيتُ فيمن لقيتُ أَكذَبَ من جابرٍ الجُعفِيِّ؛