ووَجهٌ رابعٌ من الاختلاف على الحَسَن بن صالحٍ في إِسناده ..
فرواه النَّضرُ بنُ عبد الله الأَزدِيُّ، قال: ثنا حَسَنُ بن صالحٍ، عن أبي هارُونَ العَبدِيِّ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ مرفُوعًا مِثلَه.
أخرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في "الأَوسَط"(ج ٢/ ق ١٧٩/ ٢) قال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ إبراهيمَ بن عامرٍ، ثنا أبي، عن جَدِّي، ثنا أبو غالبٍ النَّضرُ بنُ عبد الله بهذا الإسناد.
وقال:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن الحسَن بن صالحٍ، عن أبي هارُونَ، إلَّا النَّضرُ. تفرَّد به عامرٌ".
• قلتُ: أمَّا عامرٌ، فهو ابنُ إبراهيمَ الأصبهانيُّ. وهو ثقةٌ.
والنَّضرُ مجهُولٌ. ولكنَّه لم يتفرَّد به كما قال الطَّبَرَانِيُّ ..
فتابعه إسماعيلُ بنُ عَمْرِو بن نَجِيحٍ البَجَليُّ، فرواه عن الحسَن بن صالحٍ بسَنَده سواء.
أخرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(١/ ٣١٦)، وقال بعد ذِكر أحاديثَ:
"وهذه الأحاديثُ التي أَملَيتُها مع سائر روايَاتِه التي لم أَذكُرها، عامَّتُها ممَّا لا يُتابِع إسماعيلَ أحدٌ عليها. وهو ضعيفٌ" انتهَى.
كذا قال! ورِوايَةُ الطَّبَرَانِيِّ ترُدُّ عليه، وروايَتُه تَرُدُّ على الطَّبَرَانِيِّ.
فسُبحان من وَسِع كُلَّ شيءٍ عِلمًا.
وانظُر "تنبيهَ الهَاجِد"(٥٥٨).
وقد خالَفَهُما في سياقِهِ مُعتَمِرُ بنُ سُليمان.
فرواه عن أبي هارُونَ العَبدِيِّ، قال: سألتُ أبا سعيدٍ الخُدرِيِّ، عن