فهذا الوَجهُ أولَى. لكن مدارُهُ على أبي هارُونَ العَبدِيِّ، واسمُهُ عِمارَةُ بن جُوَينٍ، وهو مترُوكٌ.
والأَشبَهُ في كُلِّ ما مَضَى - من المرفُوع - هو حديثُ جابرٍ - رضي الله عنه -.
وقد وجدتُ له طريقًا آخرَ.
أخرَجَهُ أبو يُوسف القاضي في "كتاب الآثار"(١١٣)، ومُحمَّدُ بنُ الحَسَن الشَّيبَانِيُّ في "المُوطإِ"(ص ٦١)، والطَّحَاوِيُّ (١/ ٢١٦)، والدَّارَقُطنِيُّ (١/ ٣٢٣، ٣٢٤ - ٣٢٥)، وفي "العِلَل"(ج ٤/ ق ١٢٩/ ١)، وأبو نُعيمٍ في "مُسنَد أبي حَنِيفَة"(ص ٢٢٨)، والبَيهَقِيُّ (٢/ ١٥٩)، وفي "المَعرِفَة"(٣/ ٧، ٧٩)، وفي "جُزء القِراءة"(٣٣٤، ٣٣٥)، والخطيبُ (١٠/ ٣٤٠) من طريق أبي حَنِيفَة النُّعمانَ بن ثابتٍ، عن مُوسى بن أبي عائِشَة، عن عبدِ الله بن شدَّادٍ، عن جابر بن عبدِ الله - رضي الله عنهما - مرفُوعًا:"مَن كان له إمامٌ، فقِراءَةُ الإمام له قراءةٌ".
قال ابنُ عبد البَرِّ في "التَّمهيد"(٤/ ٣٥٧ - شُروح المُوطَّإِ): "ولم يُسنِدهُ غيرُ أبي حَنِيفَة، وهو سَيِّءُ الحِفظ عند أهل الحَدِيث. وقد خالَفَهُ الحُفَّاظُ فيه: سفيانُ الثَّورِيُّ، وشُعبةُ، وابنُ عُيَينَة، وجَرير، فرَوَوهُ عن مُوسى بن أبي عائِشَة، عن عبدِ الله بن شدَّاد مُرسَلًا. والصَّحيح فيه الإِرسَالُ، وليس ممَّا يُحتَّج به" انتهَى.