ثم رواه مرَّةً أُخرَى بهذا الإسناد، إلَّا أنَّه أَسقَطَ طلحةَ هذا من الإِسنَاد، ثُمَّ قال:"أخبَرَنا أبو عبد الله الحافظُ، قال: قال أبو عَليٍّ الحافظُ: هكذا كَتَبنَاه، وهو خطأٌ، إنَّما هو: عن اللَّيث بن سعدٍ، عن يعقُوبَ بن أبي يُوسُف، عن أبي حَنِيفَة، عن مُوسَى بن أبي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّاد بن الهادِ، عن أبي الوَليد، عن جابرٍ، يعني القصَّةَ الأُولَى.
وأمَّا القصَّة الأخرَى، فإنَّها بهذا الإسناد، دُون ذِكر أبي الوَلِيد في إسنادِه. قال أبو عَليٍّ: والوَهَمُ من عبدِ المَلِك بن شُعيبِ".
قال البَيهَقِيُّ:"والدَّليل على صِحَّة ما قال أبو عليٍّ الحافظُ رحمهُ الله: أن أبا بَكرٍ أحمدَ بن مُحمَّد بن الحارث الفقيه قال: … - وساق إسنادَهُ إلى الدَّارَقُطنِيِّ، كما مَرَّ قريبًا. ثُمَّ قال: - هذا هو الصَّحيح: عن اللَّيث بن سعدٍ، عن يعقُوبَ. وكذلك رواه خَلَفُ بنُ أيُّوب، عن أبي يُوسُف، عن أبي حَنِيفَة، والحَكَمُ بنُ أيُّوب، عن زُفَرَ، عن أبي حنِيفة، عن مُوسَى بن أبي عَائِشة، عن عبدِ الله بن شَدَّادٍ، عن أبي الوَليد، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُختَصَرًا، في قراءَة الإمام له قراءةٌ.
وفي رواية اللَّيث بن سَعدٍ، وهو أَحَدُ الأئمَّة، عن يعقُوب بن أبي يُوسُف، دليل على أن قِصَّة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} إنَّما رواها أبو حَنِيفَة، عن مُوسَى بن أبي عَائِشة، عن عبدِ الله بن شدَّادٍ، عن جابرٍ، وليس فيها أنَّ: "قراءَتَهُ له قراءةٌ"، وهي القصَّةُ التي رواها عِمرانُ بن حُصينٍ ....
وأمَّا القِصَّة التي فيها: "فإنَّ قِراءَتهُ له قراءةٌ"، فإنَّ أبا حنيفَةَ إنَّما رواها عن مُوسَى بن أبي عَائِشة، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن أبي الوليد،