أخرَجَهُ البَيهَقِيُّ في "المعرفة" (٣٥٣) قال: أخبَرَنا أبو عبد الله الحافظُ، نا مُحمَّدُ بنُ عبد الله الشُّعَيريُّ، نا مُحمَّدُ بنُ أَشرَسَ، نا إبراهيمُ بنُ رُستمَ، وعليُّ بن الجَارُود بهذا.
قال البَيهَقِيُّ: "مُحمَّدُ بنُ أَشرَس هذا مَرمِيٌّ بالكَذِب، ولا يَحتَجُّ بروايته إلَّا مَن غَلَب عليه هَوَاهُ، نعُوذُ بالله من مُتابَعة الهَوَى. وهذا الحديثُ في "المُوَطَإِ" الذي صنّفه مالكُ بنُ أنسٍ وتدَاوَلَهُ أهلُ العلم إلى يَومِنا هذا موقوفٌ. وأَنكَرَ فيما رُوِّينا عنه رَفعَه، فكيف يُقبَلُ مِن قومٍ لم تَثبُت عدالتُهم، بل اشتُهِروا بروايةِ المَنَاكِير، روايتَه مرفُوعًا؟! وباللّه التَّوفيق".
وتابَعَهُ كذلك الدَّارَقُطنِيُّ في "غرائب مالكٍ"، من طريق عاصمِ بن عصَامٍ، عن يحيى بن نَصر بن حاجِبٍ، عن مالكٍ، عن وَهبِ بن كَيسَان، عن جابِرٍ مرفُوعًا: "مَن كان له إمامٌ، فقراءَةُ الإمام له قراءةٌ".
قال الدَّارَقطنِي: "هذا باطلٌ، لا يَصِحُّ عن مالكٍ، ولا عن وَهبِ بن كَيسَان. وعاصمُ بنُ عِصامٍ لا يُعرَف".
وأخرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ، والدَّارَقُطنِيُّ، والبَيهَقِيُّ (٢/ ١٦٠)، وفي "جُزء القراءة" (٣٥٤ - ٣٥٨)، والخِلَعِيُّ في "الخِلَعِيَّات" (٢٠/ ٤٧/ ١) من طُرُقٍ عن مالكٍ - وهو في "المُوَطَّإِ" (١/ ٣٨/٨٤) -، عن وَهبِ بن كَيسَان، أنَّهُ سَمِع جابرًا، يقُولُ: "من صَلَّى ركعةً لم يَقرَأ فيها بأُمِّ القُرآن لم يُصَلِّ، إلَّا وراء الإمام".