حدِّ الاعتِبَار به، إلَّا مُرسَلَ عبد الله بن شدَّادٍ. والله أعلَمُ.
(تنبيهٌ)
بعد كتابة ما تقدَّمَ بثلاثةَ عَشَر عامًا، وقفتُ هذه الأيَّام على الطَّبعة الجَدِيدة لكتاب "مُصنَّف ابن أبي شَيبَة"، بتحقيق الأُستاذ مُحمَّد عوَّامة، فرأَيتُهُ تعرَّض للكلام عن هذا الحديثِ (٣/ ٢٧٤ - ٢٧٧)، لكنَّهُ أَتَى في كلامِهِ بعجائبَ ومُغالَطَاتٍ.
فإنَّ ابن أبي شَيبَةَ رواه في "مُصنَّفه" قال: حدَّثَنا شريكٌ، وجَريرٌ، عن مُوسى بن أبي عائشة، عن عبدِ الله بن شَدَّادٍ، قال. قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فَذَكَرَه.
قال الأستاذُ عوَّامةُ:
"هذا إسنادٌ صحيحٌ مُرسَلٌ. عبدُ الله بن شَدَّادٍ وُلِد على عَهدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. تَرجَمَهُ بن حجرٍ في القِسم الثَّاني من "الإصابة".
ومع ذلك فقد جاء الحديثُ موصُولًا من طَرِيقِه. رواه الإمامُ أبو حَنِيفَة في "مُسنَده" (ص ٥٩، ٦١ - بشرحه "تنسيق النظام" للسَّنْبهْلِيِّ)، عن مُوسى بن أبي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّادٍ، عن جابر بن عبد الله مرفُوعًا.
وجاء ذلك في "مُوطَّإِ الإمام مُحمَّدٍ" (١١٧) - وانظُره في "التَّعليق المُمَجَّد" (٤١٥) -، و "الآثارِ" له (٨٦)، ولأبي يُوسُف (١١٣).
وتابع أبا حنيفةَ على ذلك: سُفيانُ الثَّورِيُّ، وشريكٌ القَاضِي.
جاء ذلك فيما رواه أحمدُ بنُ مَنِيعٍ في "مُسنَده"، عن إسحاقَ الأَزرَق