للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أطعمتني ما حرَّم اللهُ ورسولُهُ"، ثُمَّ أدخَلَ أصبعيه فتقيَّأ، ثم قال: "سمعتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أيُّما لحمٍ نبَتَ مِن حرامٍ فالنَّارُ أولَى به".

• قلتُ: ورَبْطُ سببِ الحديثِ به مُنكَرٌ عندي مِن هذا الوَجه، أمَّا الذي ثَبَتَ هو فِعلُ أبي بكرٍ - رضي الله عنه - ذلك مِن وجهٍ آخَر ..

أخرجَهُ البُخاريُّ في "مَنَاقب الأنصار" (٧/ ١٤٩) مِن حديثِ يحيَى بن سعيدٍ، عن عبد الرَّحمَن بن القاسِم، عن القاسِم بن مُحمَّدٍ، عن عائِشةَ - رضي الله عنها -، قالت: كان لأبِي بكرٍ غلامٌ يُخرِج له الخَراجَ، وكان أبو بكرٍ يأكُلُ مِن خَراجِه، فجاء يومًا بشيءٍ، فأكل مِنه أبو بكرٍ، فقال له الغُلامُ: "تَدرِي ما هذا؟ فقال أبو بكرٍ: "وما هو؟ قال: "كُنتُ، تكهَّنتُ لإنسانٍ في الجاهليَّة، ومَا أُحسِن الكَهانَةَ، إلَّا أنِّي خدعتُهُ، فلَقِيَنِي فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه"، فأدخل أبُو بكرٍ يده، فقاء كلَّ شيءٍ في بطنِه (١).


(١) قال الحافظُ في "الفَتح": "ووقعَ لأبِي بكرٍ مع النُّعَيمان بن عمرٍو - أحد الأحرار من الصَّحابة - قصَّةٌ ذكَرهَا عبد الرَّزَّاق بإسنادٍ صحيحٍ، أنَّهُم نَزَلوا بماءٍ، فَجَعَل النُّعَيمان يقولُ لهم: "يكُونُ كذا" فيأتُونَهُ بطعامٍ، فيُرسلُهُ إلى أصحابِهِ، فبلَغَ أبا بكرٍ فقال: "أراني آكُلُ كَهَنَةَ النُّعَيمان مُنذ اليَوم"، ثم أدخَلَ يده في حلقه فاستقاء. وفي "الوَرَع" لأحمد عن إسماعيلَ، عن أيُّوب، عن ابن سِيرِين: "لم أعلم أحدًا استَقاء مِن طعام غير أبي بكرٍ، فإنَّهُ أُتي بطعامٍ، فأكله، ثم قيل له: "جاء به ابن النُّعَيمان"، قال: "أطعَمتُمُونِي كَهانَةَ ابن النُّعَيمان! " ثم استَقاء"، ورِجالُه ثقاتٌ، لكنَّه مُرسَلٌ. ولأبي بكرٍ قصَّةٌ أخرَى في نحو هذا، أخرَجَها يعقوبُ بن شيبَةَ في "مُسنَده"، مِن طريق نُبَيحٍ العَنَزِيِّ، عن أبي سعيدٍ، قال: كُنَّا نَنزِلُ رِفَاقًا، فَنزلتُ في رُفقةٍ فيها أبو بكرٍ على أهل أبياتٍ، فيهِنَّ امرأةٌ حُبلَى، ومَعَنا رجُلٌ، فقال لها: "أُبَشِّرُكِ أن تَلِدي ذَكَرًا"، قالت: "نَعَم"، فَسَجَع لها أسجاعًا، =