وَعَزَاه المُنذِرِيُّ في "التَّرغيب"(٢/ ٥٤٨) لـ "الصَّغير"، وَتَبِعَه الهَيثَمِيُّ في "المَجمَع"(١٠/ ٢٩١)، وهو وَهَمٌ. وتخلَّص الدِّمياطِيُّ مِن هذا، وعَزاه في "المَتجَر الرَّابح"(١٤٩٠) للطَّبَرانِيِّ، هكذا دون تعيين الكتاب.
قال الطَّبَرانِيُّ:"لا يُروَى هذا الحديثُ عن ابن جُريجٍ إلَّا بهذا الإسناد. تفرَّد به: الاحتِياطِيُّ".
• قلتُ: وهذا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا؛ والحَسَنُ بن عليٍّ الاحتِياطيُّ - هكذا وَقَع نَسَبُهُ في هذه الرِّواية، وصوابُ اسمِهِ: الحَسَن بن عبد الرَّحمن بن عبَّادٍ بن الهَيثم بن الحَسَن بن عبد الرَّحمن الفَزَارِيُّ المعروف بالاحتياطِيِّ -، قال ابن عَدي في "الكامل"(٢/ ٧٤٦): "نَسَبَهُ لي مُحمَّدُ بن العبَّاس الدِّمَشقِيُّ. يَسرِقُ الحديثَ. مُنكَرٌ عن الثِّقات"، وساق له أحاديثَ مناكِيرَ عنِ شُيُوخٍ ثقاتٍ، ثُمَّ خَتَمَ تَرجَمَتَه بقولِهِ:"ولا يُشبِهُ حديثُهُ حديثَ أهلِ الصِّدق".
وكذلك تَرجَمَه الخطيبُ في "تاريخه"(٧/ ٣٣٧)، والسَّمعانيُّ في "الأنساب"(١/ ١٤٠)، وأورَدَ له الخطيبُ حديثًا باطلًا، وقال:"رَوَى عنهُ غيرُ واحدٍ، فسمَّاه الحُسَين"، ثُمَّ أعاد الخطيبُ ذِكرَه (٨/ ٥٧)، ونَقَل عن أبي بكرٍ المَروَزِيِّ أنَّه سأل الإمامَ أحمدَ عن الاحتياطِيِّ:"أتَعرِفُهُ؟ "، قال:"يُقال له: حُسَينٌ. أَعرِفُه بالتَّخليط، وذَكَرَ أنَّه دَخَل مع إنسانٍ في أمر السُّلطان".
وجَرَى الذَّهَبِيُّ على هذا التَّفريقِ في "ميزانه"، وتَبِعه الحافظُ في "لسانه"،