للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونَقَل الأوَّلُ منهما في ترجَمَة "الحَسَن" أنَّ الأزدِيَّ قال: "لو قُلتُ: كان كذَّابًا، لَجَازَ"، قال الذَّهَبِيُّ: "هو مُقرِئٌ له مَنَاكيرُ"، ثُمَّ أعاده الذَّهبيُّ فيمن اسمه حُسَين، وقال: "لعلَّه الاحتياطِيَّ؛ فإنَّه غيرُ مُعتَمَدٍ. قال ابن المَدِينِيِّ: تَرَكُوا حديثَه"، ولعلَّ الذي عَناه ابنُ المَدِينِيِّ آخَرَ غير الاحتياطِيِّ، ولم أَرَ أحَدًا نقل كلام ابن المَدِينِيِّ فيه. والله أعلم.

وبالجُملَة، فهذا الاحتياطيُّ ساقطٌ. وخَفِيَ أمرُهُ على ابن حِبَّان، فَذَكَره في "الثِّقات" (٨/ ١٧٩ - ١٨٠)!!

وأبو عبد الله الجُوزْجانِيُّ شيخُ الاحتياطيِّ لم أعرِفه، وله ذِكرٌ في "تاريخ دمشق" (٦/ ٣٠٢) في قصَّة وفاة إبراهيمَ بن أدهم، وذكرها المِزِّيُّ في "التَّهذيب" في ترجمة إبراهيم.

أمَّا شيخُ الطَّبَرانِيِّ فهُو مِن رجال "التَّهذيب". رَوَى عنه النَّسائِيُّ في "حديث مالكٍ"، ولا أعلَم مِن حالِه شيئًا. والله أعلَم.

ووجدتُ لبعضِه طريقًا آخَر عن سعد بن أبي وقَّاصٍ ..

أخرَجَه ابن عساكر في "تاريخِهِ" (٢٢/ ٢٣١ - ٢٣٢) مِن طريق مُحمَّد بن إدريسَ، ثنا مُحمَّد بن عائذٍ الدِّمَشقِيُّ، حدَّثَني الهَيثَم بن حُمَيدٍ، ثنا مُطْعِمٌ - يعني: ابن المِقدام الصَّنعانيَّ -، أنَّ سعد بن أبي وقَّاصٍ قال: "يا رسُول الله! ادعُ الله أن يستَجيبَ دُعائي"، قال: "يا سَعدُ! إنَّ الله لا يَستَجيبُ دُعاء عبدٍ حتَّى تَطِيبَ طُعمَتُهُ"، قال: "يا رسُول الله! ادعُ الله أن يُطيِّب طُعمَتِي؛ فإنِّي لا أقوَى إلَّا بدُعائك"، فقال: "اللهُمَّ! أَطِب طُعمَةَ سعدٍ"، فإن كان سعدٌ لَيَرَى السُّنبُلَةَ مِن القمحِ في حَشيش دوابِّه