عِمرانَ! اجعل الزُّهدَ والتَّقوى لباسَك، والعِلمَ والذِّكرَ كلامَك، واستَكثِر من الحَسَنَاتِ، فإنَّك مُصِيبُ السِّيِّئات، وزَعزِع بالخوف قَلبَك، فإنَّ ذلك يُرضِي ربَّك، واعمَل خيرًا، فإنَّك لا بُدَّ عاملٌ سِواه. قد وُعظتَ إن حَفِظتَ"، فتولَّى الخَضِرُ، وبقي مُوسَى حزينًا مكرُوبًا".
• قلتُ: وزكريَّا بنُ يحيى الوَقَارُ، قال ابنُ عَدِيٍّ:"يَضَعُ الحديث، وأخبَرَني بعضُ أصحابنا، عن صالحٍ جزرةَ، أنَّه قال: "كان من الكذَّابين الكِبار"، - ثُمَّ قال في آخر التَّرجمة: - سمعتُ مشايخَ مِصرَ يُثنُون عليه في باب العِبادة والاجتهاد والفَضل، وله حديثٌ كثيرٌ، وبعضُها ما ذكرتُ وغيرُ ما ذكرتُ، موضوعاتٌ، كان يُتَّهَم الوَقَارُ بوضعِها، لأنَّهُ يَروِي عن قومٍ ثقاتٍ أحاديثَ موضُوعاتٍ. والصَّالِحُون قد وُسِمُوا بهذا الرَّسم، أن يَروُوا في فضائل الأعمال أحاديثَ موضوعةً بواطيلَ، وبينهم جماعةٌ مِنهُم تَضَعُها" انتهى.
ثُمَّ أخرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ، قال: أخبَرَنا مُحمَّدُ بنُ نصرٍ الخوَّاصُ، أنا الحارثُ بنُ مِسكِينَ، وأبو الطَّاهر، قالا: ثنا ابنُ وهبٍ بهذا.
فتخلَّص الوَقَارُ من تَبِعةِ الحديث.
ولكنَّ الخوَّاصَ ما عَرَفتُ مِن حاله شيئًا.
وآفة هذا الإسناد مُجالِدُ بنُ سعيدٍ، فقد كان أحمدُ بنُ حنبل لا يراه شيئًا، ووهَّاهُ يحيى بنُ مَعِينٍ، وقال:"كان يحيى بنُ سعيدٍ يقول: لو أردتُ أن يَرفَع لي مجالدٌ حديثَه كُلَّهُ لرفعه. قيل له: لم؟ قال: لضَعفِه".