للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

• قلتُ: كذا قال! ولا يَستَقيم أن يكون الإسنادُ نظيفًا مع ضعف أحد رُواتِهِ. وحتَّى لو التَمَسنا العُذرَ للغُمارِيِّ وقُلنا: "إنَّه حَكَمَ بنَظافَتِه مُقارَنَةً بحديثِ خِراشٍ مولَى أنَسٍ؛ فإنَّه ساقطٌ" فإنَّه لَم تَجرِ عادَةُ العُلماء أن يُصرِّحُوا بنظافَة الإسناد، إنَّما يقُولُون: "هذا إسنادٌ ساقطٌ، والآخر ضعيفٌ" فقط. ولَو تَسامحَنا على إغماضٍ، وسلَّمنا بهذا الاصطلاحِ فإنَّ أبا سلَمَة الأنصاريَّ ليس ضعيفًا فقط، ولكنَّه واهٍ ..

قال ابنُ حِبَّان في "المَجروحِين" (٢/ ٢٦٦): "مُنكَرُ الحديث جدًّا.

يَروِي عن الثِّقات ما ليس مِن حديثِهِم. لا يَجُوزُ الاحتِجاجُ به حالٍ" ..

وقال العُقَيليُّ في "الضُّعفاء" (٥/ ٣٠٩): "مُنكَر الحديث" ..

وقال الحاكِمُ: "يَروِي أحاديثَ موضوعةً" ..

وكذَّبَهُ ابنُ طاهرٍ ..

قال الذَّهبِيُّ في "الميزان": "وله طامَّاتٌ … - ثُمَّ قال: - رَوَى بِقِلَّةِ حياءٍ، عن حُميدٍ الطَّويل، عن أنَسٍ".

والرَّاوِي عنه، يحيى بنُ خِذامٍ. مِن شُيوخ ابن ماجَهْ. ذَكَره ابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٩/ ٢٦٦)، وليس فيه توثيق آخرُ مُعتَبرٌ.

وَنَقَل المِزِّيُّ في "تَهذيبه" (٣١/ ٢٩١) عن الحاكِم أبي أحمد، أنَّه قال في "الكُنَى" في ترجَمة أبي سَلَمَة الأنصارِيِّ هذا.: "روَى عنه يحيَى بنُ خِذامٍ، عن مالِك بن دينارٍ أحاديثَ مُنكَرَةً. فالله أعلم: الحملُ فيه على أبي سَلَمَة، أو على ابن خِذامٍ" انتهَى.

• قلتُ: وتَعصيبُ الجِنايَة بالأضعَف هو اللَّائقُ، وقد ذَكَرنا لك فيما