وقد عَرَفتَ على كُلِّ حالٍ أن الإسنادَ ضعيفٌ جدًّا، لا يَجُوزُ أن يُقال فيه "نظيفٌ" ولا ما يُقاربُهُ.
وقد رُوي عن أنسٍ مِن وجه آخر ..
ذَكَرَه ابنُ عَدِيٍّ في "الكامِل"(٣/ ٩٤٥) عن أبي سَعيدٍ الحسن بن صالح بن زكريَّا بن يحيى بن صالح بن زُفَرَ العَدَوِيِّ، قال: مررتُ بالبَصرة بأبي عُثمانَ بن أبي العاص الثَّقَفِيِّ، فإذا النَّاسُ مُجتَمِعون في مَنخَل طحَّانٍ عَلَى رجُلٍ، فمِلتُ إليه كما يَنظُرُ الغِلمان، فإذا أنا بهذا الشَّيخ، فقلتُ:"مَن هذا؟ "، فقالُوا:"خِراشُ بنُ عبد الله، خادِمُ أنَس بن مالكٍ"، قلتُ:"كم له مِن سنةٍ؟ "، قالوا:"ثمانون ومئةٌ"، فزَحَمتُ النَّاسَ، فدَخَلتُ إليه، وبين يديه جماعَةٌ يكتُبُون عنه والباقي نَظَّارةٌ، فأخذتُ قَلَمًا مِن يد رجُلٍ وكَتَبتُ هذه الأربعةَ عشر حديثًا في أسفل نَعِلي، وذلك في سنة اثنين وعِشرين ومئتين، وأنا ابنُ اثنتي عشرة سنةً. قال: ثنا خِراشٌ، ثنا مَولاي أنَسُ بنُ مالكٍ، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "حياتي خيرٌ لكُم، وموتي خيرٌ لكم. أمَّا حَياتِي فأُحَدِّثُ لكُم، وأمَّا موتي فتُعرَضُ عليَّ أعمالُكُم عَشِيَّة الاثنَين والخميسٍ، فما كان مِن عملٍ صالحٍ حمدتُ اللّه عليه، وما كان مِن عملٍ سيِّءٍ استغفرتُ لكم".
وعزاه شيخُنا - رحمه الله - في "الضَّعيفة"(٩٧٥) إلى أبي مَنصورٍ الجَربَاذْقَانِيِّ في "الثَّاني من عروس الأجزاء"(ق ٢/ ١٣٩)، وعبدِ القادر بن مُحمَّدٍ القُرشيِّ الحَنَفِيِّ في "جزءٍ له"(٢/ ٢).