قال ابنُ عَدِيٍّ بعدما رَوَى نُسخةً لخِراشٍ هذا:"قرأتُ هذه الأحاديثَ في المُحرَّم سنة سِتِّين وثلاثمئة. وخِراشٌ هذا مجهُولٌ ليس بمَعرُوفٍ، وما أعلَم حدَّثَ عنه ثقةٌ أو صَدُوقٌ، إلَّا الضُّعَفاء. وهذه الأحاديثُ عن أنسٍ عامَّةُ مُتُونِها صالحِةٌ، قد رُوي مِن غَير هذا الوَجه في بعض هذه المُتون مَنَاكيرُ، فإذا لم يُعرَف الرَّجُلُ وكان مجَهُولًا، كان حديثُهُ مثلَهُ. والعَدَوِيُّ هذا كُنَّا نتَّهِمُهُ بوضع الحديث، وهو ظاهرُ الأمر في الكَذِب".
وقال ابنُ حِبَّان (١/ ٢٤١) في تَرجَمة الحسن بن علي العَدَويِّ هذا: "مِن أهل البَصرة. سَكَن بغدَادَ. يَروِي عَن شُيوخِ لم يَرَهُم، ويَضَعُ على مَن رآهُم الحديثَ. كان ببغدادَ في أحياءِ أيَّامِنا، فأَردتُ السَّماعَ منه للاعتبار، فأخذتُ جُزءًا مِن حديثِهِ، فرأيتُهُ حدَّث عن أبي الرَّبيع الزَّهرانِيِّ، ومحُمَّد بن عبد الأعلَى الصَّنعانيِّ، قالا: ثنا عبدُ الرَّزَّاق، أنبأ معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن عُروة، عن عائِشَة، عن أبي بكرٍ الصِّدِّيق، قال: قال رسُولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "النَّظَر إلى وجه عليٍّ - عَليه السلام - عبادةٌ"، وهذا شيءٌ لا يشُكُّ عوامُّ أصحاب الحديث أنَّه موضوعٌ، ما رَوَى الصِّدِّيقُ هذا الخَبَر قطُّ، ولا الصِّدِّيقةُ رَوَته، ولا عُروةُ حدَّث به، ولا الزُّهرِيُّ ذَكَره، ولا مَعمَرٌ قالَه. فمَن وَضَع مثل هذا على الزَّهرانِيِّ والصَّنعانِيِّ - وهُما مُتقِنا أهل البَصرة - لَبِالحرِيِّ أن يُهجَر في الرِّوايات. وروَى عن أحمدَ بن عَبدة الضَّبِّيِّ، عن ابن عُيَينة، عن أبي الزُّبير، عن جابرٍ، قال: "أَمَرَنا رسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أن نَفرِض على أولادَنا حُبَّ عليِّ بن أبي طالِبٍ"، وهذا أيضًا باطلٌ، ما أَمرَ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بهذا مُطلَقًا، ولا جابِر قالَهُ، ولا