للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقالت: "يا رسُول اللّه! قد عرفتَ منزلة حارثة مِنِّي، فإن يَكُ في الجَنَّة أَصبِرُ وأَحتَسِبُ، وإن تَكُن الأخرى، تَرَى ما أصنعُ - يعني من البُكاء -، فقال: "ويحك! أَوَهَبِلتِ (١)! أَوَجَنَّةٌ واحدةٌ هي؟! إنَّها جِنانٌ كثيرةٌ، وإنَّه لفي جَنَّة الفِردَوس".

وكذلك رواه ثابتٌ البُنانِيُّ، عن أنَسٍ مثلَه.

أخرَجَهُ النَّسَائِيُّ في "المناقب" (٨٢٣٢)، وأحمدُ (٣/ ٢١٥، ٢٨٢ - ٢٨٣)، والطَّيَالِسِيُّ (٢٠٢٩)، وابنُ المُبارَك في "الجهاد" (٨٣)، وابنُ أبي شيبة (١٤/ ٣٨٥ - ٣٨١)، وابنُ حِبَّان (٤٦٦٤)، والحاكمُ (٣/ ٢٠٨) عن سُليمان بن المُغِيرة ..

وأحمدُ (٣/ ١٢٤، ٢٧٢)، وابنُ سعدٍ في "الطَّبَقات" (٣/ ٥١٠ - ٥١١)، وابنُ خُزَيمة في "التَّوحيد" (٢/ ٨٧٣)، وأبو يَعلَى (٣٥٠٠)، وابنُ أبي عاصمٍ في "الجهاد" (١٥٩)، والطَّبَرانيُّ في "الكبير" (ج ٣/ رقم ٣٢٣٤)، والبَيهَقِيُّ في "البعث" (٢٢٣)، وأبو نُعيمٍ في "المعرفة" (١٩٦٩) عن حمَّاد بن سَلَمة، كلاهما، عن ثابتٍ البُنَانِيِّ، عن أنَسٍ.

ووقع في رواية الطَّبرَانِيِّ: "أنَّه قُتِل يوم أُحُدٍ"، وهو خطأٌ محضٌ، فقد اتَّفقت كلُّ الروايات أنَّه أتاه سهمٌ، فقتله يوم بدرٍ.

فقد رأيتَ، أراك اللهُ الخيرَ، أن لفظ الحديث، على اختلاف طُرُقه، إنَّما هو "البكاء ويدلُّ عليه ما وقع في بعض طُرُقه: "اجتهدتُ عليه


(١) "الهَبَلُ" - بفتح الهاءِ والباء المُوحَّدة - هو: الثُّكلُ، الذي هو فقدان الوَلَد؛ لأنَّ المرء إذا فقد حبيبًا ذهل عقلُهُ، حتّى يصير كأنَّه شبهُ المجنون.