للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن مَهدِيٍّ به.

وأخرَجَهُ عبدُ الرَّزَّاق في "المُصنَّف" (١٥٧) عن الثَّوْرِيِّ، عن مُحارِبٍ، عن سليمان بن بُرَيدة، لكن زاد المُحَقِّقُ في الإسناد: "عن أبيه"، ووَضَع الزِّيادة بين مَعقُوفَتينِ، إشارةً منه إلى أن هذه الزِّيادة لم تَقع في "الأصل"، ولم يُحسِن بصنيعه هذا، والصَّواب أن رواية عبد الرَّزَّاق مُرسَلَةٌ، لا مَوصُولَةٌ.

ويُضافُ إليهما: أبُو نُعيمٍ الفضلُ بنُ دُكينٍ، فإنَّه رواه عن الثَّوْرِيِّ بسَنَدِه مُرسَلًا، كما وَقَع في "علل الحديث" لابن أبي حاتمٍ.

فرَجَّح التِّرْمِذِيُّ وأبو زُرعَة، وكأنَّ ابن خُزيمة يَمِيلُ إليه، أن الرِّواية المُرسَلةَ أقوى.

بينما اعتَرَض أبو الأشبال أحمدُ شاكر - رحمه الله - على هذا التَّرجِيح، فقال في "شرح التِّرْمِذِيِّ" (١/ ٩٠) مُتَعَقِّبًا التِّرْمِذِيَّ: "وهذه الرِّوايةُ - يعني: رواية وكيعٍ - جَعَلَها التِّرْمِذِيُّ مرجُوحةً، ورأى أن رواية من رواه عن الثَّوْرِيِّ، عن مُحارِبٍ، عن سليمان مُرسَلًا: أَصَحُّ. ولسنا نُوافِقُه على ذلك؛ لأنَّ الحديث معرُوفٌ عن سُليمان، عن أبيه. ووكيعٌ ثِقَةٌ حافظٌ، فالظَّاهر أن الثَّوْرِيَّ كان تارةً يروى الحديث عن مُحارِبٍ موصُولًا، كما رواه وكيعٌ عنه، وتارةً مُرسَلًا، كما رواه عنه غيرُه" ا. هـ.

والأشبهُ ما رجَّحه التِّرْمذِيُّ وأبو زُرعَة، لاتِّفاق ثلاثةٍ من الحُفَّاظ عليه، وليس ببعيدٍ ما ذَكَرَهُ الشَّيخُ أبو الأشبال. والله أعلم.

وهذا التَّرجيح في خُصوص رواية الثَّوْرِيِّ، عن مُحارِب بن دِثارٍ، وإلَّا