قريبًا مِن صَاحِبِه، ولا يتَحَدَّثان؛ فإنَّ اللّه يَمقُتُ على ذلك".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدًّا، ومُحمَّدُ بنُ يزيدَ واهٍ.
وشَيخُهُ يزيدُ أَظُنُّهُ أباه، فإن يَكُنهُ فهو ضعيفٌ. وهو خيرٌ مِن ابنِهِ.
ورواه أبانُ بنُ يزيدَ العَطَّارُ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن عبدِ اللّه بن أبي قَتَادَةَ، عن أبيه.
ذَكَرَهُ الدَّارَقُطنِيُّ في "العِلَل" (١١/ ٢٩٨).
فالصَّحِيحُ في هذَا: ما رواه الجَمَاعةُ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن عِياض بن هلالٍ، عن أبي سَعِيدٍ مرفُوعًا.
ورَجَّحَهُ الدَّارَقُطنِيُّ في "العِلَل" (١١/ ٢٩٨)، فقال: "وَأَشبَهُهَا بالصَّوَابِ حَدِيثُ عِياض بن هلالٍ، عن أبي سَعِيدٍ" انتهَى.
ثُمَّ بَعدَ كُلِّ ما تقدَّمَ، فيحيى بنُ أبي كَثيرٍ مُدَلِّسٌ، ولم أَرَهُ صَرَّح بالتَّحدِيثِ في شيءٍ مِن الطُّرُق التي وَقَفتُ عليها.
فالحديثُ إذن مُعَلٌّ بِعِدَّةِ عِلَلٍ:
الأُولَى: ضَعفُ رواية عِكرِمة بن عمَّارٍ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ.
الثَّانية: جَهَالَةُ هلال بن عِياضٍ.
الثَّالثَةُ: اضطرابُ سَنَدِه.
الرَّابِعَةُ: تدليس يحيى بن أبي كَتِيرٍ.
والخَامِسَةُ: اضطرابُ مَتنِهِ.
قال ابن القَطَّان: "وللحديث مع ذلك عِلَّةٌ أُخرَى، وهي اضطرابُ مَتنِهِ. وبيانُ ذلك، هو أن ابنَ مَهدِيٍّ رواه، عن عِكرِمَةَ بن عمَّارٍ، فقال