للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي إسناده ضعفٌ؛ أمَّا أبُو العالِية - واسمُهُ: رُفَيعُ بنُ مِهرَانَ - فقد ذَكَرَ المِزِّيُّ أنَّه أسلَمَ بعد موت النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بسَنَتَين، ودَخَل على أبي بكرٍ، وصلَّى خلف عُمر. ولو ثَبَتَ هذا لكان الإسنادُ مُتَّصِلًا على رأي مُسلمٍ، كما قال ابنُ التُّركُمانِيِّ في "الجَوهَر النَّقِيِّ".

ولكن وَرَدَت عباراتٌ عن بعض الأئمَّة وحِكايَة عن أبي العالِيةَ بضِدِّ ذلك ..

فقد قال عبَّاسٌ الدُّورِيُّ كما في "تارِيخِه" (٢/ ١٦٦) لابنِ معِينٍ:

"سمع أبُو العالِيةَ من أبي ذَرٍّ؟ "، قال: "لا" ..

وقال شُعبةُ وابنُ معينٍ: "أدرَكَ عليًّا ولم يَسمَع منه" ..

ورَوَى شُعبةُ، عن عاصمٍ، قال: قلتُ لأبي العالِيةَ: "مَن أكبَرُ مَن لقيتَ؟ "، قال: "أبُو أيُّوب". فعلَّق العَلائِيُّ في "جامع التَّحصيل" (١٩٠) قائِلًا: "وهذا عجيبٌ؛ فقد قالَت حفصةُ بنتُ سيرينَ: قال لي أبُو العالِية: قرأتُ القرآن على عُمرَ ثلاث مرَّاتٍ".

• قلتُ: وقد رأيتُه هكذا في "تاريخ دمشق" (٢٠/ ١٣٥) لابن عساكر بإسنادٍ قَوِيٍّ.

نعم! رأيتُه عند ابن عساكر (٢٠/ ١٣٧) بسندٍ جيِّدٍ أيضًا، عن أبي العاليةَ، قال: "قرأتُ القُرآن على عهد عُمرَ ثلاث مرَّاتٍ".

والفَرقُ بين النَّصَّين كبيرٌ.

فَرَجُلٌ مُخَضرِمٌ كيف لا يَسمَعُ مِن مِثل عُمرَ - رضي الله عنه -؟ فالرَّاجح عندي أنَّه سمع منه، ورأيتُهُ نصًّا لعليِّ بن المَدِينِيِّ وذَكَر أبا العالِيةَ - كما في "تاريخ