للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه (١)، فقد يَكُون أحدُهم ممَّن يخلِطُ عمدًا، ولكنَّه استَقبَل ابنَ مَعينٍ بأحاديثَ مُستقيمَةٍ، فإذَا وَجَدنَا مِمَّن أدَرَكه ابنُ مَعِينٍ من الرُّواة مَن وثَّقَه ابن مَعِينٍ، وكذَّبه الأَكَثرُون، أو طَعَنُوا فيه طعنًا شديدًا، فالظَّاهِر أنَّه مِن هذا الضَّرْب، فإِنَّما يزيدُهُ توثيقُ ابنِ مَعِينٍ وَهَنًا؛ لدلالتِه علَى أنَّهُ كانَ يَتَعمَّد، كما قال الشَّيخُ العلَّامةُ عبدُ الرَّحمن بن يحيَى المُعلِّمِيُّ -رحمه الله-.

وله طريق آخر ..

أخرجه أحمدُ (٦/ ٦٣)، والتِّرمِذِيُّ في "الشَّمائل" (٣٥٢)، وابنُ ماجَهْ (٦٦٢، ١٩٢٢) من طريق وَكِيعٍ، عن سُفيان الثَّورِيِّ، عن منصُورٍ، عن مُوسَى بن عبد الله بن يزيدَ الخَطْمِيِّ، عن مولًى لعائشة، عن عائشة، قالت: "ما نَظَرتُ -أو: ما رأيتُ -فَرْجَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قطُّ".


(١) يدلُّ على ذلك، ما حكاه العبَّاس بن إسحاق الصَّوَّاف: سمعتُ هارون بن معروفٍ يقول: قَدِم علينا بعض الشُّيوخ من الشَّام، فكنتُ أوَّل من بكَّر عليه، فدخلتُ عليه، فسألتُه أن يملي عليَّ شيئا، فأخذ الكتابَ يُمِلي عليَّ، فإذا بإنسانٍ يدقُّ الباب، فقال الشَّيخ: "من هذا؟ "، قال: "أحمد بن حنبل"، فأذن له الشَّيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرَّك. فإذا بآخر يدقُّ الباب، فقال الشَّيخ: "من هذا؟ "، قال: "أحمد الدَّورَقِيُّ"، فأذن له، والشَّيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرَّك. فإذا بآخر يدقُّ الباب، فقال الشَّيخ: "من هذا؟ "، قال: "عبد الله بن الرُّوميِّ"، فأذن له، والشَّيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرَّك. فإذا بآخر يدقُّ الباب، فقال الشَّيخ: "من هذا؟ "، قال: "أبو خيثمة زُهير بن حرب"، فأذن له، والشَّيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرَّك. فإذا بآخر يدقُّ الباب، فقال الشَّيخ: "من هذا؟ "، قال: "يحيى بن معين"، -قال:- فرأيت الشَّيخ ارتعدت يدُه، ثم سقط الكتابُ من يده!
رواه ابن عديٍّ في "الكامل" (١/ ١٣١ - ١٣٢)، ومن طريقه الخطيبُ في "تاريخه" (١٤/ ١٨١)، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (ج ١٨/ ق ١٩٧) قال: حدَّثنا يحيى بن زكريَّا بن حيَّوَيْه، ثنا العبَّاس بن إسحاق بهذا.