• قلتُ: هكذا رواه الجماعةُ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَةَ.
وخالَفَهُم مُحمَّدُ بنُ أبي صالحٍ، فرواه عن أبيه، عن عائشة مرفُوعًا فذَكَرَه. فجَعَله من:"مُسنَد عائشة".
أخرجه إسحاقُ بنُ رَاهَويهِ في "مُسنَده"(ج ٤/ ق ١٣٢/ ٢)، والبُخارِيُّ في "التَّاريخ الكبير"(١/ ١/ ٧٨)، وأبو داوُد في "المسائل"(ص ٢٩٣)، وأحمدُ (٦/ ٦٥)، وأبو يَعلَى (ج ٨/ رقم ٤٥٦٢)، وابنُ خُزَيمَةَ (٣/ ١٦)، وابنُ حِبَّان (٣٦٢، ٣٦٣)، والطَّحَاوِيُّ في "المُشكِل"(٣/ ٥٣)، وأبو مُحمَّدٍ الفَاكِهِيُّ في "حديثه"(ج ١ / ق ٨/ ١)، والبَيهَقِيُّ (١/ ٤٣١)، وأبو نُعيمٍ في "أخبار أصبهان"(٢/ ١٩٤)، وابنُ الجَوزِيِّ في "الواهيات"(١/ ٤٣٥) من طريق نافع بن سُليمان، قال: حَدَّثني مُحمَّدُ بنُ أبي صالحِ.
قال ابن خُزَيمَةَ:"الأعمشُ أَحفَظُ من مِئتَينِ مِثلِ مُحمَّدِ بنِ أبي صالحٍ". ومقصودُ ابنِ خُزَيمَةَ -رحمه الله- أنَّ الأعمش رَوَى هذا الحديثَ عن أبي صالحٍ، فجَعَلَهُ من:"مُسنَد أبي هُريرَة"، بينما مُحمَّد بن أبي صالحٍ لمَّا رواه عن أبيه جَعَلَه من:"مُسنَد عائشة"، والأعمشُ في الذِّرْوَةِ في الحِفظ، ومُخَالِفُه لا يُعرَف أصلًا، فضلًا عن أن يكون له حِفظٌ.
ولكن، علَّق الشَّيخُ العلَّامةُ ذَهَبِيُّ العَصِر المُعَلِّمِيُّ اليَمانِيُّ على كلام ابن خُزَيمَة، فقال في تعليقه على "مُوضِح الأوهام"(١/ ٢٦٩):
"ولا رَيبَ أنَّ الأعمشَ في نَفسِه إمامٌ حَافِظٌ مُتقِنٌ، لا يُذكَرُ بجنبِهِ مِثلُ مُحمَّدٍ هذا. ولكن، هناك أمرٌ يَظهَرُ أنَّه خَفِيَ على أبي حاتمٍ، وأبي زُرعَةَ، وابنِ خُزَيمَةَ. ذلك، أنَّ الأعمشَ -مع رواية جماعةٍ الحديثَ عنه، عن