أخرَجَهُ الرُّويَانِيُّ في "مُسنَده"(ج ٣٠/ ق ٢٢١/ ١) من طريق هِشامِ بن عمارٍ، نا الوليدُ، نا عُفَيرُ بنُ مَعدَانَ، نا سُليمُ بن عامرٍ، عن أبي أُمامَةَ مرفُوعًا:"إنِّي بُعِثتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمحَةِ، ولم أُبعَث بالرَّهبَانِيَّة البِدعَةِ، فكُلُوا اللَّحمَ، وائتُوا النِّساءَ، وصُومُوا وأَفطِرُوا، وقُومُوا ونَامُوا، فإِنِّي بذلك أُمِرتُ".
• قلتُ: وسَنَدُهُ ضعيفٌ، أو واهٍ؛ وعُفَيرُ بن مَعدانَ ضَعيفٌ، وضعَّفَهُ بعضُهم جِدًّا. وقال أبو حاتمٍ:"ضعيفُ الحَدِيثِ. يُكثِر الرِّوايَةَ عن سُليم بن عامرٍ، عن أبي أُمَامَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ما لا أَصلَ له. لا يُشتَغَلُ بروايته".
• ثالثًا: حديثُ عائِشَةَ - رضي الله عنها -.
أخرَجَهُ أحمدُ (٦/ ١١٦، ٢٣٣) قال: حدَّثَنا سُليمانُ بن داوُد، أنا ابنُ أبي الزِّناد، عن أبي الزِّنَادِ، قال: قال لي عُروةُ: إنَّ عائشةَ قالت: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ:"لِتَعلَم يهودُ أن في دِينِنَا فُسحَةً. إنِّي أُرسِلتُ بحنِيفِيَّةٍ سمحةٍ".
قال الحافظُ في "التَّغليق"(٢/ ٤٣): "وهذا إسنادٌ حَسَنٌ". وكذا قال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد"(٢١٤)، وتَبِعَهُ العَجلُونِيُّ في "كَشف الخَفَا"(١/ ٥٢)، والزُرقَانِيُّ في "مُختَصر المقاصد".
• قلتُ: وهو كما قالُوا. ورجالُ الإسناد ثِقاتٌ، وليس فيهم من يُنظَر في حالِهِ، سِوَى عبدِ الرَّحمن بن أبي الزِّنَاد، وكان حِفظُه قد تَغَيَّر قليلًا لَمَّا دَخَل بغدادَ. والله أعلَمُ.