أخرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في "الأَوسَط"(ج ٢/ ق ١٦٣/ ٢)، وابنُ عدِيٍّ في "الكامل"(٤/ ١٥٠٦)، وأبو نُعَيمٍ في "أخبار أَصبَهان"(١/ ٣٣٦) من طُرُقٍ عن سلَمَةَ بن شَبِيبٍ، قال: نا عبدُ الله بنُ إبراهِيمَ الغِفَارِيُّ، ثنا حُرُّ بنُ عبد الله الحَذَّاءُ، عن صَفوانَ بن سُلَيم، عن سُليمانَ بن يسَارٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا:"أَحَبُّ الدِّينِ إلى الله الحَنِيفِيَّةُ السَّمحَةُ".
قال الطَّبَرَانِيُّ:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن صَفوَانَ بن سُليمٍ إلَّا حُرُّ بنُ عبدِ الله. تَفَرَّد به عبد الله بن إبراهيم" ا. هـ.
• قلتُ: وهو مُنكَرُ الحديث، كما قال أبو داوُد، والسَّاجِيُّ، بل نَسَبَهُ ابنُ حِبَّان إلى الوَضعِ. وبه أَعَلَّهُ الهَيثَمِيُّ في "المَجمَع"(١/ ٦٠).
ونَقَلَ ابنُ عَدِيٍّ عَقِبَهُ، عن سَلَمَةَ بن شَبِيبٍ، قال. قال لي أبُو زُرعَةَ:"ما سَمِعتُ هذا الحديثَ في الدُّنيا مِن أَحدٍ غَيرِك"، وهو دالٌّ على غَرَابَتِه. وحُرُّ بنُ عبد الله لم أَقِف لَهُ على تَرجَمَةٍ، ولم يُشِر إليه ابنُ مَاكُولَا في "الإكمال"(٢/ ٩٢ - ٩٣)، فلَعَلَّهُ تَصحَّف. والله أعلم.
وأخرَجَ أبو نُعيمٍ في "أخبار أَصبَهَان"(٢/ ٢٤٥) من طريق مُحمَّد بن حُميدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عن الأعمشِ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرَة، قال: بَلَغَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن قَومًا حَرَّمُوا الطِّيْبَ واللَّحمَ والنِّساءَ، مِنهُم عُثمانُ بن مَظعُونٍ، وعبدُ الله بنُ مسعُودٍ، وأرادوا أن يَستَخصُوا، فَقامَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَوعَدَ ذلك الوَعِيدَ، حتَّى أَوعَدَ القتلَ [!!]، وقال:"إِنِّي لم أُبعَث بالرَّهبانِيَّةِ … الحديث".