بهذه الأحاديث. وأمَّا أحمدُ بن حَنبَلٍ، فحدَّثَني أبُو داوُد، قال:"سمعتُ أحمدَ، وسُئل عن الرَّجلِ يَمسَحُ وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر؟ فقال: "لم أسمع فيه شيئًا"، ورأيتُ أحمدَ لا يفعلُهُ. وسُئل مالكٌ عن الرَّجُلِ يَمسَحُ بكفيَّه وجهَهُ عند الدُّعاء؟ فأنكَرَ ذلكَ، وقال: "ما عَلِمتُ". وسُئل "عبدُ الله - يعني: ابنَ المُبارَك - عن الرَّجل يَبسُط يديه، فيَدعُو، ثُمَّ يَمسَحُ بهما وجهَه؟ فقال:"كَرِهَ ذلك سُفيانُ" - يعنِي: الثَّوريَّ - " ا. هـ.
وكذلك، أنكَرهُ البيهقيُّ في "رِسالته إلى أبي مُحمَّدٍ الجُوينيِّ" (٢/ ٢٨٦ - مجموعة الرسَّائل المُنيريَّةِ)، ولم يُثبِت حديثًا واحدًا فيها.
• قُلتُ: وأقوى ما رأيتُهُ في هذا الباب، ما أخرَجَهُ البُخاريُّ في "الأدب المُفرَد" (٩٠٦)، من طريق مُحمَّدِ بن فُليحٍ، قال: أخبَرَني أبي، عن أبي نُعيمٍ - وهو وهبٌ -، قال: رأيتُ ابنَ عُمَر، وابنَ الزُّبير يدعُوَان، يُدِيرَانِ بالرَّاحتين على الوجه.
وحسَّن إسنادَهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في "أمالي الأذكار".
وسَنَدُه مُحَتَمِلٌ للتَّحسين، وإلى الضَّعف ما هو.