للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأخرَجَهُ مُحمَّدُ بن نصرٍ في "كتاب الوِتر" (ص ٢٨٦) مُختَصرًا.

وهذا سَنَدٌ صحيحٌ، كما قالَ الحافظُ ابنُ كَثيرٍ في "فضائل القُرآن" (ص ٢٥٧ - بتحقيقي).

وَقَد أورَدَها ابن كَثيرٍ مُستدِلًّا بها على ختم القُرآن في ركعةٍ، وليس في الرِّوايةِ ما يَدُلُّ على ذلك، بل فيها عكسُه، فظاهرٌ منها أنَّهُ صلَّى أكثرَ مِن ركعةٍ، لكِنَّهُ أَوتَرَ بواحدةٍ، فهذا يَصلُح دليلًا في الرَّدِّ على مَن كَرِهَ الوِتر بواحدةٍ. ولو أنَّهُ ذَكَر رواية ابنَ المُنكَدِرِ، عن عبد الرَّحمن بن عُثمان التَّيميِّ، لكان أولَى من هذه الرِّواية في مَقام الاحتجاج.

فأخرج ابنُ المُبارَك في "الزُّهد" (١٢٧٦)، والطَّحاويُّ في "شرح المعاني" (١/ ٢٩٤)، والبَيهَقيُّ (٣/ ٢٥) من طريق فُلَيح بن سُليمانَ، عن مُحمَّد بن المُنكَدِر، عن عبد الرَّحمن بن عُثمان التَّيميِّ، قال: قُلتُ: لأَغلِبَنَّ اللَّيلةَ على المَقام. فسَبَقتُ إليه، فبينَا أنا قائمٌ أُصلِّي، إذ وَضَع رجلٌ يده على ظَهْري، فنظرتُ، فإذا هو عُثمانُ بنُ عَفَّانَ - رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ -، وهُو خليفةٌ، فتنحَّيتُ عنه، فَقَام، فما بَرِح قائمًا، حتَّى فَرَغ من القُرآن في ركعةٍ، لَم يَزِد عليها، فلمَّا انصرفَ، قُلتُ: "يا أَميرَ المُؤمنينَ! إِنَّما صلَّيتَ ركعةً"، قال: "أَجَل؛ هي وِتري".

فهذ الرِّوايةُ صريحةٌ في الدِّلالة علَى التَّرجمةِ، وسَنَدُها جيِّدٌ.

وفُليحُ بنُ سُليمان، في حِفظِه مقالٌ، لكنَّه لم يتفرَّد بالحديث. .

فرواه مُحمَّدُ بنُ عمرٍو، عن مُحمَّدِ بن إبراهيم، عن عبد الرَّحمن بن عُثمانَ، قال: قُمتُ خلفَ المَقام، وأنَا أُريدُ أن لا يَغلِبَنِي أحدٌ عليه تلك