للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونقل ابنُ عَلَّانَ في "الفتوحات" (٧/ ٣٣٨)، عن ابن حَجَرٍ الهَيتمِيِّ الفقيهِ أنَّه قال: "يُجابُ بأنَّ ذلك الرَّاوِي - يعني خالدًا - ذَكَره ابنُ حِبَّانَ في "كتاب الثِّقات"، ولو سُلِّم أنَّهُ ضعيفٌ، فلَم يَنفَرِد به، بل رَوَاهُ آخرُون غيرُه، فالتَّحسينُ إنَّما جاء مِن ذلك. ولو قِيلَ: إنَّ هؤُلاء كلَّهم ضعفاءُ، إِذ غايةُ الأمر أنَّه حَسَنٌ لغيره لا لذاته، وكِلَاهُما يُحتَجُّ به، بل بعضُ رواته هؤلاء وثَّقه كثيرُون من الحُفَّاظ" ا. هـ.

• قلتُ: وليس فيما قاله شيءٌ من التَّحقيق، فهُو بالرَّدِّ حقيقٌ! والعجيب، أنَّه بدأ المقالة بتوثيقِهِ: "ولو سُلِّم أنَّه ضعيفٌ، فلم يَنفَرِد به"، مع أنَّه يعلم أن الحُفَّاظ أسقطوه، والواحدُ منهم أَثبَتُ من ابن حِبَّانَ، فكيف بهم مُجتمعين!

وسامح الله ابنَ حِبَّانَ يُدخِلُ مثلَ هذا في كتاب "الثِّقات"، ويَشِحُّ على بقيَّةَ بن الوليد، فلا يَذكُرُه فيه!!

واتَّفَقَ العُلماءُ على إِسقاطِ خالدِ بن عمرٍو، مِنهُم: أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، والبُخاريُّ، وأبُو زُرعَة، والنَّسائِيُّ، وأبُو داوُد، والسَّاجيُّ، وصالحٌ جزَرةُ، وأبو حاتمٍ، وآخرُون.

بل إنَّ ابنَ حِبَّانَ - الذي تعلَّق الهيتميُّ بتوثيقه - ذَكَرَ خالدًا في "المجروحين" (١/ ٢٨٣)، وقال: "كان مِمَّن ينفَرِد عن الثِّقاتِ بالموضُوعات. لا يحلُّ الاحتجاجُ بخبَره. تَرَكه يحيى بنُ مَعينٍ" ا. هـ.

وأغلَبُ المتأخِّرين، مِمَّن لم يتعانَ النَّقد الحديثيَّ، يَظُنُّ أن مُجرَّد تعدُّد الطُّرُق يُقوِّي الحديثَ، كما فعل الهيتَمِيُّ، غيرَ ناظرٍ إلى قَدر الضَّعف،