للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدًّا.

وابنُ لهِيعَةَ احترَقَت كُتبُه، وصَرَّح أحمدُ أن قُتيبَةَ هو آخرُ مَن سَمِعَ مِن ابن لَهيعَةَ، وهذا يَعنِي أنَّه سَمِع منه في الاختلاط.

وقد صَرَّح قُتيبَة بالسَّماعِ مِن ابن لهَيعَةَ؛ لأنَّهم ذَكَرُوا أن قُتيبَة كان يَنتَخِبُ أحاديثَ لابن لِهَيعَةَ بروايةِ عبدِ الله بن المُبارَك، ومِن ثَمَّ صَرَّح بعضُهم أن قُتيبَةَ قديمُ السَّمَاع من ابن لَهيعَةَ - مِنهُم الذَّهَبِيُّ، فيما أظنُّ -، وفيه نَظَرٌ، كما رأيتَ.

والإِفرِيقِيُّ ضَعَّفَهُ أكثرُ النُّقَّاد، وتَرَكَهُ بعضُهم، ومَشَّاه البُخَارِيُّ، واختَلَفَ فيه رأيُ يحيى القَطَّانِ، وقال ابنُ عَدِيٍّ: "عامَّةُ حديثِهِ لا يُتابَعُ عليه" انتهى، ولا أَعلَمُ أحدًا تابَعَهُ على هذا الحديث.

ومِن الغَرائِبِ أن أبا الفَضل الغُمَارِيَّ في "الاستقصاء" لم يَتَعَرَّض للإِفرِيقِيِّ بأدنى ذِكرٍ؛ وقد أَهمَلَه تمامًا حتَّى يَجِدَ سبيلًا لتَقوِيَةِ حديثِ أنَسٍ المُنكَرِ.

لكن وَقَعَ له وَهَمٌ غريبٌ أثناء ذِكرِه لحدثنا عبدِ الله بن عمرٍ - رضي الله عنهما -، فإنَّه قال: "ثُمَّ وَقفتُ على طريقٍ آخرَ، عن عبدِ الله بن عمرٍو، أحببتُ أن أَذكُرَه: رَوَى أبو اللَّيث السَّمَرقَندِيُّ في كتاب "تَنبِيه الغافِلِين" بإسنادِهِ، مِن طريقِ عليِّ بن مُحَمَّدٍ الوَرَّاقِ، حدَّثَنا ابنُ أَنعُمَ - هو عبدُ الرَّحمن بنُ زِياد بن أَنعُمَ - …

[ثُمَّ قال:] إسنادُهُ ضعيفٌ؛ لجهَالَة عليِّ بن محمَّدٍ الوَرَّاقِ. لكن، بانضِمامِهِ إلى الطَّريقَينِ السَّابِقَين يَكتَسِبُ قُوَّةً. ولا يَضُرُّ اختلافُ لفظَي