للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث في تَعدَادِ السَّبعة؛ حيثُ ذُكِرَ في أحدِهما ما لم يُذكَر في الآخَر" انتهى كلامُهُ.

• قلتُ: ولعلَّهُ تَعَجَّلَ النَّظَرَ في الإسناد، أو وَقَعَ في نُسخَتِه سقطٌ؛ فإنَّ الإسنادَ في "تَنبِيه الغَافِلين" (١٦٩) هكذا: حدَّثَنا الفَقِيهُ أبو جَعفَرٍ، قال: حدَّثَنا عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ، حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حدَّثَنا قُتيتةُ بنُ سعِيدٍ، عن ابن لَهيعةَ، عن ابن أَنعُمَ … الخ.

ففي كلامِهِ أنَّهُ جَعَل الرَّاوِي عن ابن أَنعُمَ هو عليَّ بنَ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقَ، فلذلك حَكَم عليه بالجَهالَة، والرَّاوي عن ابن أَنعُمَ هو ابن لَهِيعَةَ، فسَقَط مِن الإسناد وحتَّى الإِفرِيقِيِّ: أربعةٌ من الرُّواةِ.

وعليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ شيخُ شيخِ أبي اللَّيث السَّمَرقَندِيُّ هو عِندِي أبو الحسَن الثَّقَفِيُّ، المعروفُ بـ "ابن لُؤلُؤٍ". وهو مُترجَمٌ في "تاريخ بَغدَادَ" (١٢/ ٨٩ - ٩٠)، وقال: "سَمِعَ أبا جَعفَرٍ الفِريَابِيَّ، وإبراهيمَ بن هَاشمٍ البَغوِيَّ … - وعدَّد جماعةً -"، ونَقَل عن الأَزهَرِيِّ أنَّه وَثَّقَه، وعن البَرقَانِيِّ قال: "صَدُوقٌ"، وعابُوا عليه أنَّه كان سَيِّءَ النَّقل حين كان يعمل بالوَرَاقَةِ - يعني: نَسخَ الكُتب -.

وبَيْن الوَرَّاقِ وقُتيبَةَ شيخٌ واحدٌ؛ فلذلك رَجَّحتُ أن عليَّ بنَ مُحمَّدٍ الوَرَّاقَ هو ابنُ لُؤلُؤٍ.

أمَّا شيخُهُ مُحمَّدُ بن بَشَّارٍ فلم أَعرِفهُ، وأظُنُّه تَصَحَّفَ عَن أَحمدَ بن بَشَّارٍ. فإِنْ يَكُنهُ، فلعَلَّهُ أَحمدُ بنُ عبد الرَّحمَن بن بَشَّارٍ، أحدُ الرُّواة عن قُتيبَة بن سعيدٍ، ولكِنِّي لم أَجِد له تَرجَمةً.