• قلتُ: لم يتفرَّد به البَزِّيُّ، فقد تابَعَهُ الإمامُ الشَّافعيُّ رَحِمَهُ اللهُ، قال: قرأتُ على إسماعيلَ بن عبد الله بن قُسطَنطِينَ فذكر مثلَهُ.
أخرَجَهُ أبو يَعلَي الخَلِيلُّي في "الإِرشادِ"(ص:٤٢٧ - ٤٢٨) قال: حدَّثنا جَدِّي، حدَّثَنا عبدُ الرَّحمن بنُ أبي حاتِمٍ، حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ عبد الله بن عبد الحَكَم، حدَّثَنا الشَّافِعِيُّ به.
وهذا سَنَد جيِّدٌ.
وقال ابنُ كَثِيرٍ أيضًا:"حَكَى الشَّيخُ شهابُ الدِّين أبو شامَةَ في "شرح الشَّاطبيَّة" عن الشَّافعِيِّ أنَّهُ سَمِع رجلًا يُكَبِّرُ هذا التَّكبيرَ في الصَّلاة، فقال له: أحسنتَ وأصبتَ السُّنَّة … وهذا يقتضي صِحَّةَ هذا الحديثِ".
• قلتُ: فواضحٌ أن ابنَ كثيرٍ لم يَقِف على رواية الشَّافِعِيِّ المُسنَدةِ في ذلك، وإنَّما صحَّح الحديثَ بناءً على قولِ الشَّافِعيِّ:"أصبتَ السُّنَّةَ". وتصحيحُ الحديث بمِثلِ هذا القَولِ فيه نَظَرٌ لا يَخفَى على مَن تأمَّلَهُ. والله أعلم.
• قلتُ: ثُمَّ تبيَّن لي أنَّه وَقَع لي وهمٌ أثناء النَّقل من "المُستدرَك" فسَقَطَ ذِكرُ "عِكرمةَ بن سُليمَان" القَارِئِ على ابن قُسطَنطِينَ وصار الشَّافِعِيُّ بهذا مُتابِعًا لعكرَمَةَ لا للبَزِّيِّ.
وكنتُ حكمتُ على إسناد الشَّافِعِيِّ بالجودَةِ لمَّا نُشر البحثُ في "مجلَّة التَّوحيد"، وكذلك في "تنبيهِ الهَاجِدِ"، وليس كذلك؛ لأنَّ إسماعيلَ بنَ عبدِ الله بن قُسطَنطينَ لا أَعرِفُ أحدًا وثَّقَهُ، ولم أَجِدهُ في "ثقاتِ ابن حِبَّان"، وتَرجَمَهُ ابنُ أبي حاتِمٍ في "الجَرح والتَّعديل"(١/ ١/ ١٨٠) ولم يَحكِ فِيهِ