ابن عبد ربِّه: مُنكَرُ الحديث"، وصنيع الذَّهَبيِّ التفريقُ بينهُما.
والوُضَيْنُ بنُ عطاءٍ في حفِظِه سوءٌ.
وقال الطَّبَرانيُّ: "لا يُروَى عن ابن عُمَر إلَّا مِن هذا الوجهِ، ولم يُحدِّث به إلَّا عليُّ بنُ بحرٍ" ا. هـ.
وعليُّ بن بحرٍ ثقةٌ، والشَّأنُ في غيرِه كما تقدَّم.
وقال المُنذِريُّ في "التَّرغيب" (٤/ ١٣٦)، والهَيثميُّ في "المَجمع" (١٠/ ٢٦٠) بعد ذِكر الحديث: "رُواتُه ثقاتٌ" كذا قالَا!
وقد رجَّح الهَيثميُّ أنَّ أبا حاضرٍ هو عبدُ الملِك بنُ عبد ربِّه، ووَصَمَهُ بأنَّهُ مُنكَرُ الحديث، فكيف يقولُ: "رُواتُه ثقاتٌ"! وحتَّى لو فرَّق بينَهُمَا كما فعل الذَّهبيُّ، فأبو حاضرٍ الذي يَروِي عن الوُضَينِ مجهولٌ.
هذا، مع ما قيل في حِفظ الوُضَينِ.
فقَولهُما، على جميع الوُجوه لا يستقِيمُ. واللهُ أعلَمُ.
ولكن، للحديث شواهدُ يصِحُّ بها ..
* فأمَّا أوَّلُه فصحَّ عن عبد الله بن عمرٍ - رضي الله عنهما -.
أخرَجَهُ مُسلِمٌ في "صحيحه" (٢٩٧٩/ ٣٧) من طريق ابن وهبٍ، أخبَرَنِي أبُو هانئٍ، سمعَ أبا عبد الرَّحمن الحُبُليَّ، قال: وجاء ثلاثةُ نَفَرٍ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وأنا عِندَه، فقالُوا: يا أبَا مُحَمَّدٍ! إنَّا والله!، ما نَقدِرُ على شيءٍ، ولا نَفَقةٍ، ولا دابَّةٍ، ولا مَتاعٍ. فقال لَهُم: ما شِئتُم: إِن شِئتُم رَجَعتُم إلينا فأعطينَاكُم ما يَسَّرَ اللهُ لكم، وإن شِئتُم ذَكَرنَا أمرَكُم للسُّلطان، وإن شئتُم صَبَرتُم، فإِنِّي سمعتُ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إِنَّ