قال الهَيثميُّ في " المَجمَع "(٩/ ٧٤): " رجالُه رجالُ الصَّحيح ".
• قلتُ: وكلامُ الهَيثميِّ لا يَعنِي أنَّ الإِسنادَ صحيحٌ، كما لا يَخفَى.
وعِلَّةُ هذا الإسناد الانقِطاعُ؛ فإنَّ مُصعبَ بن سعدٍ لم يُدرِك مُعاذًا، فقد صَرَّح أبُو زُرعةَ الرَّازيُّ - كما في " المراسيل "(٢٠٦) - أنَّ مُصعَب بن سعدٍ لم يَسمَع مِن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، فلِئَلَّا يسمَعَ مِن مُعاذٍ أَولَى؛ فإنَّ مُعاذًا - رضي الله عنه - تُوفِّي بالشَّام قديمًا، سنة ثماني عشرة. واللهُ أعلَمُ.
ثُمَّ وقَفتُ على كلام الحافظ في " الفتح "(١/ ٢٣٩) فقال: " وقولُه: " رُؤيا الأنبياء وحيٌ "، رواه مُسلِمٌ مرفُوعًا، وسيأتِي في " التَّوحيد "، مِن رِواية شَريكٍ، عن أَنَسٍ ".
• قلتُ: أمَّا عزوُه هذا الحديثَ لمُسلِمٍ، فما أظنُّه إلا وهمًا، وقد اجتهدتُ في البحث عنه فلم أَقِف عليه، فَلْيُحرَّر هذا العزوُ. واللهُ أعلَمُ.
أمَّا ما قَصَدَهُ مِن حديثِ أنَسٍ، فقد أخرَجَهُ البُخاريُّ في " كتاب التَّوحيد "(١٣/ ٤٧٨) مِن طريق شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِرٍ، عن أنسِ بن مالكٍ قال:" ليلة أُسرِيَ برسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن مسجدِ الكعبة، أنَّهُ جاءه ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبلَ أن يُوحَى إليه وهُو نائمٌ في المسجد الحرام، فقال أوَّلُهُم: " أيُّهُم هو؟ "، فقال أوسطُهُم: " هو خَيرُهُم "، فقال أحدُهم: " خُذُوا خيرَهُم "، فكانت تلك اللَّيلة فَلَم يَرَهُم، حتَّى أتَوهُ ليلةً أُخرَى، فيما يَرَى قَلْبُه وتنام عينُه ولا ينام قَلْبُه، وكذلك الأنبياءُ، تَنَامُ أعيُنُهم ولا تنامُ قُلُوبُهم … " الحديث.
ورِوايَةُ أنسٍ - رضي الله عنه - هي بمعنى الحديث المسئُول عنه. واللهُ أعلَمُ.