أخرَجَهُ الدَّارَقطنيُّ في " سُنَنه"(٤/ ١٤٤ - ١٤٥) مِن طريق زكرِيَّا ابن عطيَّة، نا سعيدُ بنُ خالدٍ، حدَّثَني مُحمَّدُ بنُ عُثمان، عن عمرِو بن دينارٍ، عن ابن عبَّاسٍ مرفُوعًا:" أُعطِيتُ جَوَامِع الكَلِم، واختُصِر لي الحديثُ اختصارًا ".
قال العِراقيُّ في " تخريج الإحياء "(٢/ ٣٦٧): " إسنادُهُ جَيِّدٌ ".
كذا قال، فأغرب! لأنَّ زكرِيَّا بن عَطيَّة مُنكَر الحديثِ، كما قال أبُو حاتمٍ الرَّازيُّ.
فيَظهَرُ لك من هذا التَّحقيق أنَّ الحديثَ ضعيفٌ بهذا التَّمَام، فتعلَمُ بذلك تَساهُلَ السِّيُوطيِّ، إِذ حَسَّنه في " الجامع الصَّغِير "، وتَبِعَه على ذلك العَزِيزِيُّ في " السِّراج المُنِير شرحُ الجامع الصَّغِير " - كما في " التَّعليق المُغنِي على الدَّارَقُطنِي "(٤/ ١٤٥) -.
لكن لِلفقرَةِ الأُولى مِنهُ شواهدُ، عن جَمَاعةٍ مِنَ الصَّحابة، منها حديثُ أبي هُريرَة في " الصَّحيحين "، ولَهُ طُرُقٌ كثيرةٌ عنه.
ومثلُ حديث عليِّ بنِ أبي طالبٍ، عند البَزَّارِ (ج ٣/ رقم ٢١٣ - ٢١٤)،
وأَصلُهُ عند أحمد (١/ ٩٨)، وابنِ أبي شيبةَ (١١/ ٤٣٤)، والآجُرِّيِّ في " الشَّريعة "(ص ٤٩٨).