للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حُسنِهِنَّ وطُولِهنَّ، ثُمَّ يُصلِّي أربَعًا، فلا تسأل عن حُسنِهِنَّ وطُولِهنَّ، ثُمَّ يُصلِّي ثَلاثًا. فقالَت عائشةُ: فقلتُ: " يا رَسُول الله! أتنَامُ قبل أن تُوتِرَ؟ "، فقال: " يا عائشةُ! إنَّ عَينَيَّ تنامان، ولا يَنَامُ قلبي ".

وَذَكَر ابنُ عبد البَرِّ في " التَّمهيد " (٢١/ ٦٩)، أنَّ مُحمَّدَ بنَ معَاذ بن المُستَهِلِّ رواهُ عن القَعنَبِيِّ، عن مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن أبي سَلَمَة، عن عائِشةَ.

فخالفَ ابنُ المُستهِلِّ: البُخاريَّ، وأبا داوُد، ومُحمَّدَ بنَ غالبٍ تَمتامَ، وعُثمانَ بنَ سعيدٍ الدَّارِمِيَّ، والسَّرِيَّ بنَ خُزَيمَةَ. فهؤلاء رووه عن القَعنَبِيِّ، عن مالكٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي سلَمَة، عن عائِشة. بينَما جعل ابنُ المُستهِلِّ شيخَ مالكٍ فيه: الزُّهريَّ. وروايَتُهُ وَهَمٌ مُحقَّقٌ؛ لأنَّهُ لو كان ثقةً لَتَرَجَّحَت روايَةُ هؤلاء عليه، لاسيَّما وفيهم البُخارِيُّ، كيف ولم يَذكُرهُ إلَّا ابنُ حِبَّان فيما وقفتُ عليه ..

فقد تَرجَمه في " الثِّقات " (٩/ ١٥٣)، قال: " مُحمَّدُ بنُ مُعاذ بن المُستهِلِّ البَصريُّ. سَكَنَ حلَبَ. يُقال له: دُوْدَانُ. يَروِي عن أبي داوُد الطَّيالِسِيِّ، والبَصرِيِّين. رَوَى عنه أهلُ الشَّام"، ولم يَزِد على ذلك.

فإذا أضفتَ إلى ذلك أنَّ سائِرَ الرُّواة عن مالكٍ وافَقُوا القَعنَبِيَّ على جَعل شيخ مالكٍ: سعيدَ بنَ أبي سعيدٍ، بدل: الزُّهريِّ، علمتَ أنَّ ابنَ المُستهِلَّ وَهِمَ فيه قَطعًا. ولذلك قال ابنُ عبد البَرِّ: " والصَّوابُ ما في المُوطَّإِ ".

وله شاهدٌ من حديثٌ ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ..